ذكي " (1) أي طاهر، ومنه ذكاة الأرض يبسها: أي طهارتها من النجاسة، ومنه أذك بالأدب قلبك: أي طهره ونظفه " انتهى، لكنه ذكر في " زكي " بالزاء زكاة الأرض يبسها، ويمكن الاستشهاد لاستعمال " ذكي " بالذال في الطهارة بروايات، كقوله عليه السلام:
" الحوت ذكي حيه وميته " (2) قال الشيخ الحر: الذكي هنا بمعني الطاهر، وقوله عليه السلام " الجراد ذكي كله والحيتان ذكي كله وأما ما هلك في البحر فلا تأكل " (3) بل قوله عليه السلام: " ذكاة الجنين ذكاة أمه " (4) وقوله عليه السلام: " خمسة أشياء ذكية مما فيه منافع الخلق: الإنفحة والبيض " الخ (5) وقوله عليه السلام: " اللبن واللباء - إلى أن قال -: وكل شئ يفصل من الشاة والدابة فهو ذكي وإن أخذته منه بعد أن يموت فاغسله وصل فيه " (6) إلى غير ذلك.
وإن كان للمناقشة فيها أو في جلها مجال، بل الظاهر أن الذكاة في مقابل الميتة في الروايات لا بمعنى الطاهرة ولا الذبح مطلقا كيفما كان كما لعله يأتي التنبيه عليه.
ويمكن الاستدلال للمطلوب بقوله تعالى: " إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس " (7) بدعوى أن الظاهر