لتلك المماسة وذلك التلطخ، فالأشياء كلها ما عدا الأعيان القذرة نظيفة أي نقية عن القذارة.
فالنظافة هي كون الشئ نقيا عن الأقذار، فإذا صارت الأشياء بملاقاتها قذرة فغسلت بالماء ترجع إلى حالتها الأصلية، أي النقاوة عنها من غير أن يحصل لها أمر وجودي قائم بها خارجا أو اعتبارا.
وما ذكر موافق للاعتبار والعرف وهو ظاهر، وكذا موافق للغة ففي الصحاح: " النظافة: النقاوة، ونظفته أنا تنظيفا أي نقيته " وفي القاموس: " النظافة: النقاوة، وهو نظيف السراويل وعفيف الفرج " انتهى والظاهر أن نظيف السراويل كناية عن عدم التلطخ بدنس الزنا ومثله، وفي المجمع: " النظافة النقاوة، ونظف الشئ ينظف - بالضم - نظافة: نقى من الوسخ والدنس " وفي المنجد: " نظف الشئ كان نقيا من الوسخ والدنس يقال: فلان نظيف السراويل أي عفيف، ونظيف الأخلاق أي مهذب، وتنظف الرجل أي تنزه عن المساوي " هذا حال القذارات العرفية ويأتي الكلام في حال اعتبار الشارع وحكمه.
الثانية: يحتمل في بادئ النظر أن تكون النجاسة من الأحكام الوضعية الشرعية للأعيان النجسة عند الشارع حتى فيما هو قذر عند العرف كالبول والغائط فتكون النجاسة قذارة اعتبارية غير ما لدى العرف بحسب الحقيقة موضوعة لأحكام شرعية.
ويحتمل أن تكون أمرا انتزاعيا من الأحكام الشرعية كوجوب الغسل وبطلان الصلاة معها وهكذا، ويحتمل أن تكون أمرا واقعيا غير ما يعرفها الناس كشف عنها الشارع المقدس ورتب عليها أحكاما.
ويحتمل أن تكون الأعيان النجسة مختلفة بحسب الجعل، بمعنى أن ما هو قذر عرفا كالبول والغائط والمني لم يجعل الشارع لها القذارة بل