علي عليه السلام بالبراءة، وقال: " لا يحجن بعد هذا العام مشرك " (1) وفي البرهان عن العياشي عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
" إن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث أبا بكر - إلى أن قال -:
وقال - أي قال علي عليه السلام -: لا يطوف بالبيت عريان ولا عريانة ولا مشرك بعد هذا العام " (2) وعنه عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: " خطب علي عليه السلام بالناس واخترط سيفه، وقال:
لا يطوفن بالبيت عريان، ولا يحجن بالبيت مشرك " الخ (3) وعن الصدوق بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: " إنما سمي الأكبر - أي الحج - لأنها كانت سنة حج فيها المسلمون والمشركون ولم يحج المشركون بعد تلك السنة " (4) وفي بعض الروايات فكان ما نادى به " أن لا يطوف بعد هذا العام عريان، ولا يقرب المسجد الحرام بعد هذا العام مشرك " (5).
ولا يبعد أن يكون الظاهر من تلك الروايات أن النهي عن القرب لأجل الحج والطواف وأعمال المناسك لا مطلقا، لكن الظاهر تسالمهم على عدم جواز تمكين الكفار المسجد الحرام.
ثم إن إلحاق سائر المساجد به بعد عدم إلقاء الخصوصية عرفا لما له من العظمة والأحكام الخاصة، يحتاج إلى دليل، ودعوى عدم القول بالفصل غير مسموعة، بل هو غير حجة ما لم يرجع إلى الاجماع على التلازم، ولو سلم عدم القول بالفصل بين تمكينهم سائر المساجد وتمكينهم المسجد الحرام لكن عدم القول بالفصل بين تمكينهم وإدخال النجاسة سائر المساجد لو نوقش في دلالة الآية بما تقدم أو عدم القول بالفصل بين