الاستدلال لضد مطلوبهم بكل من كان كذلك، كأحمد بن نهيك، وعلي ابن إبراهيم الخياط، وغيرهما ممن لم يرووا عنهم وروي عنهم أصول أو أصل.
فتحصل من جميع ما تقدم عدم وجاهة دعوييه بل دعاويه الثلاث لو حاول إثبات وثاقة النرسي أو حسنه.
ثم بعد ما لم يثبت كون الأصل في اصطلاح متقدمي أصحابنا بمعنى الكتاب المعتمد المعول عليه أو ثبت خلافه لا نتيجة معتد بها في التحقيق عن مرادهم من كون الرجل ذا أصل أو له أصول.
لكن لما بلغ الكلام إلى هذا المجال لا بأس بالإشارة إلى احتمالين منقدحين في ذهن القاصر: أحدهما الذي انقدح في ذهني لأجل بعض التعبيرات والقرائن أنه عبارة عن كتاب معد لتدوين ما هو مرتبط بأصول الدين أو المذهب، كالإمامة والعصمة والبداء والرجعة وبطلان الجبر والتفويض إلى غير ذلك من المطالب الكثيرة الأصلية التي كان التصنيف فيها متعارفا في تلك الأزمنة، كما يظهر من الفهارس والتراجم، والكتاب أعم منه.
والذي أوقعني في هذا الاحتمال إثباتهم الأصل لكثير من أصحابنا المتكلمين كهشام بن الحكم، وهشام بن سالم، وجميل بن دراج، وسعيد ابن غزوان الذي يظهر من ترجمته أنه أيضا منهم، روى الكشي بإسناده عن جعفر بن الحكيم الخثعمي قال: " اجتمع هشام بن سالم وهشام ابن الحكم وجميل بن دراج وعبد الرحمان بن الحجاج ومحمد بن حمران وسعيد بن غزوان ونحو من خمسة عشر رجلا من أصحابنا فسألوا هشام ابن الحكم أن يناظر هشام بن سالم فيما اختلفوا فيه من التوحيد وصفة الله عز وجل لينظروا أيهما أقوى " ويؤيد هذا الاحتمال قول الشيخ في