والمعادن ونحوها، كما قال (صلى الله عليه وآله وسلم): منى مناخ من سبق (1). والعبرة بسبق المدعي.
(فإن تساووا) في الورود أو اشتبه السابق (أقرع) بأن يكتب أسماؤهم في رقاع ويجعل كل رقعة في بندقة من طين أو شمع أو نحوهما، ويجعل عند من لم يحضر أو لم يعلم، ويقال له: أخرج باسم السابق، فكل من خرج اسمه عليه حكم عليه بالسبق. وإن كثروا كتبت أسماؤهم في رقاع وجعلت بين يدي الحاكم مستورة فيأخذ رقعة رقعة. واختلف في أنه هل يكتفى بأسماء المدعين أو لابد معها من أسماء خصومهم؟ (2). فلو كان لأحدهم خصمان كتب له رقعتان، والأقرب الأول.
(ويقدم المسافر المستوفر.) أي المستعجل الغير المطمئن، وهو يشمل المقيم الذي على جناح الرحيل، على المقيمين وإن تأخر لأنه أحق بتقديم قضاء حاجته، لما به من الاضطرار، كما أن السابق أحق من المسبوق لسبقه إلا أن يكثر المسافرون بحيث يضر تقديمهم بالمقيمين فيساوونهم.
(و) كذا تقدم (المرأة) لأنها أحق بسرعة الرجوع إلى بيتها، ونحوهما كل ذي حاجة يضر به التأخير.
(وكذلك المفتي والمدرس عند التزاحم) يقدم السابق، ومع الاتفاق أو الاشتباه يقرع.
(ثم السابق بقرعة يقنع بخصومة واحدة ولا يزيد وإن اتحد المدعى عليه) في خصوماته، فإنه لو فصل له جميع خصوماته لكان قد يفضي إلى استغراق المجلس له، فإذا لم يبق إلا واحد وكانت له خصومات نظر فيها كلها، إذ لا مزاحم له إلا أن يكون لمن قبله خصومة انتظر بها إلى فراغه، فبعد الفراغ من خصومة واحدة له ينظر في خصومة المتقدم المنتظر. وخص المصنف الحكم بالسابق بقرعة،