وكان عبد الله بن المبارك رضي الله عنه يقول: من حمل القرآن ثم مال بقلبه إلى الدنيا فقد اتخذ آيات الله هزوا ولعبا. وكان يقول إذا عصى حامل القرآن ربه ناداه القرآن من جوفه والله ما لهذا أحمل، أين مواعظي وزواجري وكل حرف مني يقول لك لا تعصي ربك.
وكان النووي رحمه الله يقول: عليكم بالإخلاص في العلم لينفع الله تعالى به العباد، قال ولم يبلغنا عن أحد من العلماء غير العاملين أنه رؤي بعد موته فقال غفر الله لي بعلمي أبدا قال ومن الدلائل الصريحة على رياء العالم أن يتأذى ممن يقرأ عليه إذا قرأ على غيره.
وكان الشافعي رضي الله عنه يقول: ينبغي للعالم أن يكون له خبيئة من العمل الصالح فيما بينه وبين الله عز وجل ولا يعتمد على العلم فقط فإنه قليل الجدوى في الآخرة.
وأقاويل العلماء في الإخلاص في العلم كثيرة مشهورة.
وكان شيخنا الشيخ شمس الدين السمانودي؟؟ رحمه الله تعالى إذا تفرس فيمن يطلب العلم أنه يريد يصطاد به الدنيا بطريق ولاية القضاء وقبول الرشا لا يعلمه مسألة واحدة ويقول له: طهر قلبك من محبة الدنيا حتى تصلح للعلم ثم تعال أعلمك العلم. ثم قال: وكان شيخنا العارف بالله تعالى سيدي عي النبتيتي لا يعلم أحدا حتى يقول له يا ولدي ما نويت بهذا العلم الذي تطلب مني أن أعلمك، فإن رأى نيته صالحة علمه وإلا علمه النية ثم علمه رضي الله عنه. والله أعلم.
روى النسائي والترمذي وغيرهما مرفوعا: " " أول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال فما عملت فيها؟ قال قاتلت فيك حتى استشهدت فقال كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال فلان جرئ فقد قيل ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتى به فعرفه نعمه فعرفها فقال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت ليقال فلان عالم. وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم سحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال فأتى به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك قال كذبت