ليعمل العمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر فيضعف أجره سبعين ضعفا، فلا يزال به الشيطان حتى يذكره ويعلنه، فيكتب علانية ويمحي تضعيف أجره كله، ثم لا يزال به حتى يحب أن يذكر به ويكتب رياء " ".
وروى الطبراني مرفوعا: " " إن الله تعالى يقول لمن عبده رياء وسمعة بعزتي وجلالي ما أردت بعبادتي؟ قال بعزتك وجلالك رياء الناس، قال لم يصعد إلى منه شئ انطلقوا به إلى النار " ".
وروى الطبراني والبيهقي مرفوعا: " " يؤتى يوم القيامة بصحف مختتمة وتفتح بين يدي الله عز وجل فيقول الله تعالى ألقوا هذه وأقبلوا هذه فتقول الملائكة وعزتك وجلالك ما رأينا إلا خيرا فيقول الله عز وجل إن هذا كان لغير وجهي وإني لا أقبل إلا ما ابتغى به وجهي " ".
قلت: والمراد، والله أعلم بوجه الله تعالى هو وجه التشريع بأن يفعل ذلك امتثالا لأمره فهذا هو وجهه تعالى.
وإيضاح ذلك أن كل عمل له وجهان وجه إلى الكون ووجه إلى الحق، فما وافق الشرع كان وجها للحق وما خالفه كان لغير الحق تعالى فافهم. والله أعلم.
وروى البيهقي عن ابن عباس أنه قال: " " من راءى بشئ في الدنيا بعمله وكله الله يوم القيامة إلى عمله، وقال له انظر هل يغني عنك شئ " ". قوله بعمله: أي من عمله.
وروى الطبراني مرفوعا: " " أن في جهنم واديا يقال له هبهب أعده الله للقراء المرائين بعملهم " ".
وفي رواية: " " أن في جهنم واديا تتعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة أعده الله للقراء المرائين بأعمالهم في الدنيا " ".
وروى أبو يعلي وغيره مرفوعا: " " من أحسن صلاته حيث يراه الناس، وأساءها حيث يخلو، فتلك استهانة استهان بها ربه تبارك وتعالى " ".