جاز إلى الموقف السابع فيسأل عن المال الحرام، فإن لم يكن أخذ شيئا منه جاز إلى الموقف الثامن فيسأل عن شرب شئ من الخمر فإن لم يكن شرب من الخمر شيئا جاز إلى الموقف التاسع فيسأل عن الفروج الحرام، فإن لم يكن أتاها جاز إلى الموقف العاشر فيسأل عن قول الزور، فإن لم يكن قاله جاز إلى الموقف الحادي عشر فيسأل عن الأيمان الكاذبة، فإن لم يكن حلفها جاز إلى الموقف الثاني عشر فيسأل عن أكل الربا، فإن لم يكن أكله جاز إلى الموقف الثالث عشر فيسأل عن قذف المحصنات، فإن لم يكن قذف المحصنات، فإن لم يكن قذف المحصنات ولا افترى على أحد جاز إلى الموقف الرابع عشر فيسأل عن شهادة الزور، فإن لم يكن شهدها جاز إلى الموقف الخامس عشر فيسأل عن البهتان، فإن لم يكن بهت مسلما مر فنزل تحت لواء الحمد وأعطى كتابه بيمينه ونجا من الغم وهوله وحوسب حسابا يسيرا، وإن كان قد وقع في شئ من هذه الذنوب ثم خرج من الدنيا غير تائب مكث في كل موقف من هذه الخمسة عشر ألف سنة في الغم والهم والحزن والجوع والعطش حتى يقضي الله عز وجل فيه بما شاء.
ثم يقام الناس في قراءة كتبهم الف عام، فإن كان سخيا قد قدم ماله ليوم فقره وفاقته قرأ كتابه وهون عليه قراءته وكسي من ثياب الجنة، وتوج من تيجان الجنة، وأقعد تحت ظل العرش آمنا مطمئنا، وإن كان بخيلا لم يقدم ماله ليوم معاده وفقره وفاقته، أعطى كتابه بشماله ويقطع له من مقطعات النيران، ويقام على رؤوس الخلائق ألف عام في الجوع والعطش والعري والهم والغم والحزن والفضيحة حتى يقضي الله فيه بما يشاء.
ثم يحشر الناس إلى الميزان، فيقومون عند الميزان ألف عام، فمن رجح ميزانه بحسناته فاز ونجى في طرفة عين، ومن خف ميزانه بحسناته وثقلت سيئاته