ثم يساق الخلق إلى سرادقات الحساب وهي عشر سرادقات فيقفون في كل سرادق منها ألف سنة فيسأل العبد في أول سرادق منها عن المحارم فإن لم يكن وقع في شئ منها جاز إلى السرادق الثاني فيسأل عن الأهواء فإن كان لم يقع في شئ منها جاز إلى السرادق الثالث فيسأل عن عقوق الوالدين فإن لم يكن عاقا جاز إلى السرادق الرابع فيسأل عن حقوق من فوض الله عز وجل إليه حقوقهم وأمورهم وعن تعليمهم القرآن وأمور دينهم وتأديبهم فإن كان قد فعل جاز إلى السرادق الخامس فيسأل عما ملكت يمينه فإن كان محسنا لهم جاز إلى السرادق السادس فيسأل عن حقوق قرابته، فإن كان قد أدى حقوقهم جاز إلى السرادق السابع فيسأل عن صلة الرحم، فإن كان وصولا لرحمه جاز إلى السرادق الثامن فيسأل عن الحسد فإن لم يكن حاسدا جاز إلى السرادق التاسع فيسأل عن المكر، فإن لم يكن مكر بأحد من المسلمين جاز إلى السرادق العاشر فيسأل عن الخديعة، فإن لم يكن خدع أحدا نجا ونزل في ظل عرش الله عز وجل قارة عينه فرحا قلبه ضاحكا فوه، وإن كان قد وقع في شئ من هذه الخصال ولم يتب بقي في كل موقف منها ألف عام جائعا عطشانا حزينا مغموما مهموما لا تنفعه شفاعة شافع.
ثم يحشرون إلى أخذ كتبهم بأيمانهم وشمائلهم فيحبسون عند ذلك في خمسة عشر موقفا كل موقف منها ألف سنة فيسألون في أول موقف منها عن الصدقات وما فرض الله عليهم في أموالهم، فمن كان أداها كاملة جاز إلى الموقف الثاني فيسأل عن قول الحق والعفو عن الناس، فمن عفا عفا الله عنه وجاز إلى الموقف الثالث فيسأل عن الأمر بالمعروف، فإن كان قد أمر بالمعروف جاز إلى الموقف الرابع فيسأل عن النهي عن المنكر، فإن كان ناهيا عن المنكر جاز إلى الموقف الخامس فيسأل عن حسن الخلق، فإن كان حسن الخلق جاز إلى الموقف السادس فيسأل عن الحب في الله والبغض في الله، فإن كان محبا لله مبغضا في الله