أي غير الاشتغال به كما في حال الصلاة، إذ لا يؤمر أحد فيها بأمر ولا نهى للغير.
وقد بلغنا أن داود عليه السلام لما شرع في بناء بيت المقدس كان كلما بنى شيئا أصبح منهدما، فقال: " " يا رب إني كلما بنيت بيتك يهدم " "، فأوحى الله تعالى إليه: " " إن بيتي لا يقوم بناؤه على يد من سفك الدماء " "، قال داود: " " أليس ذلك في سبيلك " "، فقال تعالى: " " بلى، ولكن أليسوا خلقي " ". ويؤيد ذلك قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم:
* (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) *.
أي لأن في السلم والصلح عدم سفك الدماء، فرجح الحق تعالى تأخير قتلهم وتقريرهم على كفرهم لأجل القبضتين، وهنا أسرار يذوقها أهل الله لا تسطر في كتاب. والله تعالى أعلم روى مسلم والترمذي وابن ماجة والنسائي مرفوعا:
" " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " ".
وفي رواية للنسائي: " " من رأى منكم منكرا فغيره بيده فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بيده فغيره بلسانه فقد برئ، ومن لم يستطع أن يغيره بلسانه فغيره بقلبه فقد برئ وذلك أضعف الإيمان " ".
وروى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: " " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر، والمنشط والمكره، وعلى أن نقول الحق أينما كنا ، لا نخاف في الله لومة لائم " ".
وروى أبو داود وغيره مرفوعا: " " أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر أو أمير جائر " ".
وروى البخاري والترمذي مرفوعا: " " مثل القائم في حدود الله تعالى والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فصار بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، وكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا إن خرقنا في سفينتنا