قال: ووقع لي مرة أخرى أنني نمت في الخزانة فأحسست بدخوله فغلقت الباب وخبأت المفتاح فقال الفقيه مقصودي أنام في الخزانة شوية لأني عازم على السهر في قراءة فقالت له: المفتاح ضائع، فقال هاتي الحجر نفش الضبة فمت من الطربة، فما زالت به حتى نام خارج الخزانة فجاءني السعال فكتمته فجاءتني عطسة فرددتها، فانخرقت بالغائط والبول فتغوطت وبلت، وجاء في بطني ريح فكنت أصوت بالضرط فألهمني الله التوبة الخالصة من ذلك الوقت فكره الله إلي الزنا والخلوة بالأجنبية أو القرب منها قال:
وأصل ذلك كله قربي من امرأة الفقيه، ولو أني لم أقرب منها ولا قضيتها حاجة لم أقع في ذلك " ".
وقد عدوا استحلاء كلام الأجنبية من زنا الكلام المحرم، فاعلم أنه لا ينبغي القرب من نساء أصحابنا اللاتي يخشى منهن الفتنة ولو بطيبة أنفس أزواجهن، لأن ما حرمه الله لا يباح بالإباحة، فهم في الحكم كالذي يقر أهله على مقدمات الزنا، وهذا الأمر يقع فيه كثير من الفسقة الذين يتصاحبون على الفساد فيطلب كل منهما التقرب لصاحبه بتمكينه من محادثة زوجته والنظر إليها ويقول لهم إبليس أنتم الآن صادقون في الأخوة والمحبة، وقد وقع مثل ذلك لبعض إخواننا، ورأي صاحبه يفعل الفاحشة في زوجته.
فإياك يا أخي أن تتهاون بمثل ذلك أو تمكن جاريتك أن يأخذ أحد من فقراء الأحمدية أو البراهمية عليها العهد إلا مع المحافظة على آداب الشريعة، فإن كثير من الفقراء يعتقد أنه صار والدها يجوز له النظر إليها، وترى هي كذلك أنها صارت ابنته ولها أن تظهر وجهها له، وكل ذلك خروج عن الشريعة المطهرة، وربما جعل إبليس ذلك مقدمات للزنا، وقد قال الله تعالى لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق أزواج رسول الله المطهرات الطاهرات المبرءات من فوق سبع سماوات * (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب، ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) *.
فإذا كان هذا في هؤلاء مع علو مقامهم فكيف بمن نفسه عاكفة على الشهوات المحرمة كعكوف الذباب على العسل.
فاترك يا أخي جميع الأبواب التي تتوصل منها إلى الزنا ولا تدخل منها وتطلب السلامة فإن ذلك لا يكون والله يحفظ من يشاء كيف شاء.