الوسائط فإن جماعة الوالي يضربونه ويعاقبونه، فانظر حماية الوسائط وما رأينا قط أحدا تعرض لغلام الوالي إذا سكر أبدا إكراما للوالي، فكذلك خدام النبي صلى الله عليه وسلم لا يتعرض لهم الزبانية يوم القيامة إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نفعت الحماية مع التقصير ما لا ينفعه كثرة الأعمال الصالحة مع عدم الاستناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستناد الخاص.
وقد كان في زمن شيخنا الشيخ نور الدين الشوني من هو أكثر منه علما وعملا، ولكنه لم يكن يكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان يكثر الشيخ فلم يكن ينهض له علمه وعمله إلى التقريب الذي كان فيه الشيخ نور الدين فكانت حوائجه مقضية وطريقه ماشية وسائر العلماء والمجاذيب تحبه ووالله ليس مقصود كل صادق من جمع الناس على ذكر الله إلا المحبة في الله ولا جمعهم على الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا المحبة فيه فافهم.
وقد قدمنا أوائل العهود أن صحبة النبي صلى الله عليه وسلم البرزخية تحتاج إلى صفاء عظيم، حتى يصلح العبد لمجالسته صلى الله عليه وسلم، وأن من كان له سريرة سيئة يستحي من ظهورها في الدنيا والآخرة لا يصلح له صحبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ولو كان على عبادة الثقلين، كما لم تنفع صحبة المنافقين، مثل ذلك تلاوة الكفار للقرآن لا ينتفعون بها لعدم إيمانهم بأحكامه.
وقد حكى الثعلبي في كتاب العرائس أن لله تعالى خلقا وراء جبل ق لا يعلم عددهم إلا الله، ليس لهم عبادة إلا الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
وقد حبب لي أن أذكر لك يا أخي جملة من فوائد الصلاة والتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم تشويقا لك لعل الله تعالى أن يرزقك محبته الخالصة ويصير شغلك في أكثر أوقاتك الصلاة والتسليم عليه وتصير تهدي ثواب كل عمل عملته في صحيفة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أشار إليه خبر كعب بن عجرة: أني أجعل لك صلاتي كلها أي أجعل لك ثواب جميع أعمالي. وقال له النبي صلى الله عليه وسلم:
" " إذا يكفيك الله تعالى هم دنياك وآخرتك " " فمن ذلك وهو أهمها صلاة الله وسلامه وملائكته ورسله على من صلى وسلم عليه،