سؤال مرة، ويحتاج المصلي إلى طهارة وحضور مع الله لأنها مناجاة لله كالصلاة ذات الركوع والسجود، وإن لم تكن الطهارة لها شرطا في صحتها منه وصاحبها جالس بين يدي الله عز وجل في محل القرب يسأل أن يصلي على نبيه، وإن كان الفضل لمحمد صلى الله عليه وسلم أصالة فإنه هو الذي سن له أن يصلي عليه ليحصل للمصلي الصلاة من الله تعالى.
فمن واظب على ما ذكرناه كان له أجر عظيم وهو من أولى ما يتقرب به إليه صلى الله عليه وسلم وما في الوجود من جعل الله تعالى له الحل والربط دنيا وأخرى مثله صلى الله عليه وسلم، فمن خدمه بالصدق والمحبة والصفاء دانت له رقاب الجبابرة وأكرمه جميع المؤمنين كما ترى ذلك فيمن كان مقربا عند ملوك الدنيا، ومن خدم السيد خدمته العبيد.
وكانت هذه طريقة شيخنا وقدوتنا إلى الله تعالى الشيخ نور الدين الشوني نسبة إلى بلدة اسمها شونى قريبا من بلد سيدي أحمد البدوي رضي الله عنه، وكذلك كانت طريقة الشيخ العارف بالله أحمد الزواوي المدفون بدمنهور من أعمال البحيرة، فكان ورد الشيخ نور الدين الشوني كل يوم عشرة آلاف، وكان ورد الشيخ أحمد الزواوي أربعين ألف صلاة، وقال لي مرة طريقتنا أن نكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم حتى يصير يجالسنا يقظة ونصحبه مثل الصحابة ونسأله عن أمور ديننا وعن الأحاديث التي ضعفها الحفاظ عندنا ونعمل بقوله صلى الله عليه وسلم فيها وما لم يقع لنا ذلك، فلسنا من المكثرين للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
واعلم يا أخي أن طريق الوصول إلى حضرة الله من طريق الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أقرب الطرق فمن لم يخدمه صلى الله عليه وسلم الخدمة الخاصة به وطلب دخول حضرة الله فقد رام المحال، ولا يمكنه حجاب الحضرة أن يدخل، وذلك لجهله بالأدب مع الله تعالى، فحكمه حكم الفلاح إذا طلب الاجتماع بالسلطان بغير واسطة فافهم.
فعليك يا أخي بالإكثار من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو كنت سالما من الخطايا فإن غلام السلطان أو عبده إذا سكر لا يتعرض له الوالي أبدا، بخلاف من لم يكن غلاما له ويرى نفسه على خدام السلطان وعبيده وغيرهم، ولا يدخل من دائرة