الذي فيه لا عليكم أن لا تفعلوا قال على: هذا خبر إلى النهى أقرب وكذلك قال ابن سيرين، واحتجوا بتكذيب النبي صلى الله عليه وسلم قول يهود هو المؤودة الصغرى وباخبار أخر لا تصح * قال أبو محمد: يعارضها كلها خبر جدامة الذي أوردنا وقد علمنا بيقين ان كل شئ فأصله الإباحة لقول الله تعالى: (الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا) وعلى هذا كان كل شئ حلالا حتى نزل التحريم قال تعالى: (وقد فصل لكم ما حرم عليكم) فصح أن خبر جدامة بالتحريم هو الناسخ لجميع الإباحات المتقدمة التي لا شك في أنها قبل البعث وبعد البعث وهذا أمر متيقن لأنه إذ أخبر عليه الصلاة والسلام انه الوأد الخفي والوأد محرم فقد نسخ الإباحة المتقدمة بيقين، فمن ادعى أن تلك الإباحة المنسوخة قد عادت وان النسخ المتيقن قد بطل فقد ادعى الباطل وقفى مالا علم له به وأتى بما لا دليل له عليه قال تعالى: (قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين) وقد جاءت الإباحة للعزل صحيحة عن جابر بن عبد الله. وابن عباس. وسعد بن أبي وقاص. وزيد بن ثابت. وابن مسعود، وصح المنع منه عن جماعة كما روينا عن حماد بن سلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع أن ابن عمر كان لا يعزل وقال: لو علمت أحدا من ولدى يعزل لنكلته * قال أبو محمد: لا يجوز أن ينكل على شئ مباح عنده * ومن طريق الحجاج بن المنهال نا أبو عوانة عن عاصم بن بهدلة عن زربن حبيش ان علي بن أبي طالب كان يكره العزل ورويناه أيضا من طريق شعبة عن عاصم عن زرعن على نا يونس بن عبد الله نا أحمد ابن عبد الله بن عبد البصير نا أحمد بن خالد نا محمد بن عبد السلام الخشني نا محمد بن بشار نا يحيى بن سعيد القطان نا سليمان التيمي عن أبي عمرو الشيباني عن عبد الله بن مسعود أنه قال في العزل هي الموؤودة الخفية * وروينا هذا الخبر من طريق سعيد بن منصور قال نا معتمر بن سليمان التيمي حدثني أبو عمرو الشيباني عن ابن مسعود أنه قال في العزل هي الموؤودة الصغرى * وبه إلى محمد بن بشار نا عبد الرحمن بن مهدي نا شعبة نا يزيد بن خمير عن سليمان بن عامر قال: سمعت أبا امامة الباهلي يقول وقد سئل عن العزل فقال:
ما كنت أرى مسلما يفعله * ومن طريق سعيد بن منصور نا هشيم أرنا ابن عون قال حدثني نافع عن ابن عمر قال: ضرب عمر على العزل بعض بينه * ومن طريق سعيد ابن منصور نا هشيم أرنا يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر ابن الخطاب. وعثمان بن عفان ينكران العزل * قال أبو محمد: سماع سعيد عن عثمان صحيح، وصح أيضا عن الأسود بن يزيد. وطاوس *