وذلك أنه حكى أن الكفار في وقعة بدر قد سبقوا المسلمين إلى الماء فنزلوا على كثيب رمل فأصبحوا محدثين ومجنبين وأصابهم الظمأ ووسوس إليهم الشيطان، فقال: إن عدوكم قد سبقكم إلى الماء وأنتم تصلون مع الجنابة والحدث وتسوخ أقدامكم في الرمل، فمطرهم الله حتى اغتسلوا به من الجنابة، وتطهروا به من الحدث، وتلبدت به أرضهم وأوحلت أرض عدوهم، وهذا هو المراد من ذهاب رجز الشيطان كما عن ابن عباس، وعليه لا يتم ما ذكره السيد من الوجهين.
نعم تدل على النجاسة مضافا إلى الاجماع المحكي المستفيض طوائف من الأخبار: منها ما أمر فيها بغسله (1) واحتمال كونه مانعا من الصلاة من غير كونه نجسا مقطوع الفساد، خصوصا بعد إردافه فيها بالدم والبول.
ومنها ما أمر فيها بإعادة الصلاة التي صلى فيه (2) ومنها ما أمر بالصلاة عريانا مع كون الثوب منحصرا بما فيه الجنابة (3) ومنها ما دل