3 - روى الصفار بسند صحيح عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشاء، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: (إن عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعا إملاء رسول الله وخطه علي بيده، وإن فيها لجميع ما يحتاج إليه الناس حتى أرش الخدش) (1). فإنه من تطابق لفظ أرش الخدش في صحيحة الحسين بن أبي العلاء مع ما هو موجود في الأحاديث الصحيحة الواردة في كتاب الكافي وبصائر الدرجات والتي أكدت أن كتاب الجامعة هو المتضمن لهذه العبارة يعلم أن الضمائر تعود إلى الجفر لا إلى مصحف فاطمة عليها السلام. أما الدليل على احتواء الجفر على كتاب الجامعة فروايات عديدة مذكورة في كتاب بصائر الدرجات ومنها ما هو صحيح السند كصحيحة عبد الله بن سنان (2).
عود الضمير إلى الأقرب:
وبما ذكرناه يظهر ضعف استدلال مؤلف (هوامش نقدية) فيما يرجع إليه الضمير في رواية الحسين بن أبي العلاء حيث قال: (... لان الضمير يرجع إلى الأقرب، ولذلك لم يجزم العلامة المجلسي في كتاب (مرآة العقول، ج 3، ص 57) برجوع الضمير على غير مصحف فاطمة فعبر ب (لعل). على أن العلامة المجلسي نفسه اعترف بظهور بعض الاخبار باشتمال مصحف فاطمة عليها السلام على الاحكام (الحلال والحرام). فراجع البحار:
ج 26 في تعليقه على الحديث رقم 70 ص 523 ط مؤسسة التاريخ العربي) (3). فإن حجية الاخذ بعود الضمير إلى الأقرب إنما هو من باب الظهور، وقد أثبتنا أن عبارة (أرش الخدش) قد استخدمت في الروايات المتعرضة لكتاب الجامعة، وهذه العبارة تعود إلى الجفر باعتباره وعاء للكتب بما فيه الجامعة، وقد دلت صحيحة عبد الله بن سنان أن الجفر يحتوي على كتاب الجامعة، وتؤيدها روايات أخرى عديدة. وبناء على ذلك فإنه إن لم نقل أن الأظهر بقرينة الروايات الأخرى أن الضمير يعود إلى الجفر فلا أقل من تحقق الاجمال ومعه يسقط دليل المدعي.
أما العلامة المجلسي فإنه قد صرح في نفس كتاب البحار الذي أرجع إليه مؤلف الهوامش بأن (الظاهر من أكثر الاخبار اشتمال مصحفها على الاخبار فقط)، مع ما في قوله (أكثر الاخبار) و (فقط) من دلالة غير خافية، وذكر المجلسي نفس العبارة أيضا في مرآة العقول (4). أما التعبير ب (لعل) فهو أسلوب دارج عند العلماء يستخدمونه حيث لا يكون هناك دليل واضح على أمر ما، وهو من باب المقولة المعروفة: (إذا جاء