ج - عدم الغيرة على الدين قال في جوابه الثاني: (إنني أعتقد إن إثارة مثل هذه المسألة التي مضى عليها وقت طويل في مجلس محدود حتى إنها ليست معروفة لدينا في لبنان بشكل عام لم ينطلق من غيرة على الزهراء عليها السلام).
وقال في العدد 18 من نشرة (فكر وثقافة) وبتاريخ 19 / 10 / 1996: (أنا أقول لكم بأنني مستعد أن أستقبل هؤلاء الاشخاص الذين يثيرون هذه القضايا في جلسة عامة أو خاصة، وليتحدثوا بكل شيء، لكنني أؤكد أن المقصود ليس الحقيقة ولا الدفاع عن مظلومية الزهراء عليها السلام).
إن من المثير للغرابة إن (فضل الله) الذي يدعو إلى الموضوعية في البحث والطرح العلمي يجزم هنا ويقول: (إنني أعتقد)، و (لكنني أؤكد) مع أن ذلك من خفايا النفوس وبواطنها التي لا يعلمها إلا الله سبحانه، وظواهر الأمور كلها تسير في اتجاه تفاني الشيعة في سبيل معتقداتهم واحترامهم لمقدساتهم، أما كلام (فضل الله) فإنه يسير في عكس هذا الاتجاه، فهو المطالب بإبراز الدليل القاطع على صدق دعواه.
لقد أبدى الشيعة وعلى مر العصور حساسية شديدة في كل ما يمس عقائدهم ومقدساتهم، خصوصا ما يتعلق بالمعصومين عليهم السلام، حتى إن التاريخ يحدثنا عن حدوث مجازر متعددة في بغداد لسنوات متواصلة لإصرار الشيعة على إظهار مواكب التعزية والشبيه في يوم العاشر من المحرم (1).
لقد ألهم الشيعة - حرسهم الله - وجبلوا على هذا التقديس والاحترام والحب لأهل البيت، ولولا هذا الحب وانعكاساته التي تظهر في الشعائر والطقوس الخاصة، لما بقي من الدين شيء، فهل يتصور (فضل الله) أن يلج هذا المعترك الصعب والمرقى العسير دون أن يناله كلم ويؤرقه طارق؟ (فمن قال ما لا ينبغي سمع ما لا يشتهي)، فها هو يتعرض لأكبر الحرمات ويمس أعز المقدسات، دون أدلة ولا منهج علمي، ثم ينتظر أن لا يعتني الشيعة ولا يكترثون لما يقول! أو تراه كان ينتظر التحسين والتأييد والتطييب؟!
(ومن زرع الشوك لا يحصد به العنبا).
د - التحريف والكذب قال في جوابه الرابع: (ولكن بعض الناس حاولوا أن يثيروا هذه المواضيع بعيدا عن تقوى الله ليحرفوا الكلم عن مواضعه من دون تحقيق وتدقيق).
وقال في جوابه الخامس: (وأحب أن يكون تعليقي الأول على مثل هذه القضايا وما يثار حولها أن نلتفت إلى قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)، وإلى قوله أيضا: (ولا تقف