بفراق الدنيا وفراق بنيها وبعلها فرحة بالموت، مائلة مستبشرة بهجومه، مسترسلة عند قدومه، وهذا أمر عظيم لا تحيط الألسن بصفته، ولا تهتدي القلوب إلى معرفته، وما ذاك إلا لامر علمه الله من أهل البيت الكريم وسر أوجب لهم مزية التقدم، فخصهم بباهر معجزاته، وأظهر عليهم آثار علايمه وسماته، وأيدهم ببراهينه الصادعة ودلالاته، والله أعلم حيث يجعل رسالته، الحديث ذو شجون) (1). وكما نلاحظ من عبارة الأربلي فإنه استنتج من نقل القصة بما تحويه من وجه المفاضلة بين الزهراء عليها السلام وغيرها من الأنبياء ومعظمهم من أولي العزم أن هذا يوجب لها مزية التقدم.
ج - أحاديث مختلفة ترشد لأفضليتها:
1 - روى الشيخ الصدوق بإسناد التميمي إلى الامام الرضا عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال النبي صلى الله عليه وآله: (الحسن والحسين خير أهل الأرض بعدي وبعد أبيهما، وأمهما أفضل نساء أهل الأرض) (2).
2 - روى الشيخ الطوسي بإسناده إلى الامام الصادق عليه السلام إنه قال: (إن الله تبارك وتعالى أمهر فاطمة عليها السلام ربع الدنيا، فربعها لها، وأمهرها الجنة والنار، تدخل أعداءها النار وتدخل أولياءها الجنة، وهي الصديقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرون الأولى) (3).
3 - روى محمد بن جرير بن رستم الطبري الامامي بإسناده إلى الامام الباقر عليه السلام أنه قال: (ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والانس والطير والوحش والأنبياء والملائكة) (4).
4 - روى الشيخ الطوسي بإسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال ضمن قصة زواجه بفاطمة الزهراء عليها السلام: (...، فزوجني رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أتاني فأخذ بيدي فقال: قم بسم الله، وقل: (على بركة الله، وما شاء الله، لا قوة إلا بالله، توكلت على الله).
ثم جاءني حين أقعدني عندها عليه السلام، ثم قال: اللهم إنهما أحب خلقك إلي فأحبهما...) (5).
5 - روى الشيخ الطوسي بإسناده إلى الامام الصادق عليه السلام أنه قال: (... ثم قال - أي النبي صلى الله عليه وآله -: اللهم هذه ابنتي وأحب الخلق إلي، اللهم هذا أخي وأحب الخلق إلي...) (6).