الفصل الثالث: ضرب الزهراء عليها السلام قال في الشريط المسجل: (وأنا لا أتفاعل مع كثير من الأحاديث التي تقول إن القوم كسروا ضلعها أو ضربوها على وجهها أو ما إلى ذلك).
* * * هذا ما قاله (فضل الله) ولكن هناك جملة من الروايات والنصوص التاريخية لا تدع أي مجال له في التشكيك في هذا الامر، ومع إقراره بوجود (كثير من الأحاديث) بهذا الخصوص فلا يحق له الانكار ما لم يثبت نصوصا صريحة تكذبها، أما الاعتماد في الانكار على التحليلات التاريخية الواهية والنظريات المعتمدة على الاستحسانات فإن هذا أقرب إلى المنهج الذي يقر ويسمح بالاجتهاد مقابل النص. ومن المصادر التي صرحت بأن القوم ضربوا الزهراء عليها السلام سواء باليد أم بالسوط ما يلي:
1 - كتاب سليم بن قيس الهلالي المتوفى حدود سنة 76 ه حيث جاء فيه: (...
فأغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله أنصاف أموالهم لشعر أبي المختار ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا وقد كان من عماله، ورد عليه ما أخذ منه وهو عشرون ألف درهم، ولم يأخذ منه عشره ولا نصف عشره... قال سليم: فلقيت عليا فسألته عما صنع عمر، فقال عليه السلام: هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا؟ قلت: لا، قال:
لأنه هو الذي ضرب فاطمة بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم فماتت وإنه أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج. قال سليم: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ليس فيها إلا هاشمي غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمد بن أبي بكر وعمر بن أبي سلمة وقيس بن سعد بن أبي عبادة، فقال العباس لعلي عليه السلام: ما ترى عمر منعه من أن يغرم قنفذا كما أغرم جميع عماله؟ فنظر علي عليه السلام إلى حوله ثم اغرورقت عيناه ثم قال: نشكو له ضربة ضربها فاطمة بالسوط فماتت وفي عضدها أثر كأنه الدملج) (1). والدملج والدملوج: المعضد من الحلي (2).
2 - تفسير العياشي لمحمد بن مسعود بن عياش السلمي الذي عاش في أواخر القرن الثالث، وجاء فيه: في رواية عن أحدهما عليه السلام: (إن نبي الله صلى الله عليه وآله لم يقبض حتى أعلم الناس أمر علي عليه السلام فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، وقال: إنه مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وكان صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله في المواطن كلها، وكان معه في المسجد يدخله على كل حال، وكان أول الناس إيمانا، فلما قبض نبي