فقد روى الشيخ الصدوق في باب الوصية من لدن آدم عليه السلام من كتابه الفقيه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (إن عليا وصيي وخليفتي، وزوجته فاطمة سيدة نساء العالمين ابنتي، والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ولداي، من والاهم فقد والاني، ومن عاداهم فقد عاداني...) (1).
أحاديث السيادة في روايات الامامية:
أما الأحاديث التي تصرح بكون فاطمة هي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين فهي كثيرة جدا، منها:
1 - روى الشيخ الصدوق في معاني الاخبار عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أخبرني عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله في فاطمة أنها سيدة نساء العالمين، أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال: ذاك لمريم، كانت سيدة نساء عالمها، وفاطمة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين (2). وفي السند ضعف بمحمد بن سنان على مبنى السيد الخوئي، بينما ذهب الامام الخميني في المكاسب المحرمة والمامقاني في التنقيح والتستري في القاموس وآخرون إلى توثيقه (3).
2 - روى الشيخ الصدوق عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن سليم بن قيس الهلالي، قال: سمعت سلمان الفارسي رضي الله عنه يقول: (كنت جالسا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله في مرضته التي قبض فيها، فدخلت فاطمة عليها السلام فلما رأت ما بأبيها من الضعف بكت حتى جرت دموعها على خديها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا رسول الله أخشى على نفسي وولدي الضيعة بعدك، فاغرورقت عينا رسول الله صلى الله عليه وآله بالبكاء، ثم قال: يا فاطمة أما علمت إنا أهل بيت اختار الله عز وجل لنا الآخرة على الدنيا وأنه حتم الفناء على جميع خلقه، وأن الله تبارك وتعالى اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيا، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثانيا فاختار منها زوجك وأوحى إلي أن أزوجك إياه وأتخذه وليا ووزيرا وأن أجعله خليفتي في أمتي، فأبوك خير أنبياء الله ورسله، وبعلك خير الأوصياء، وأنت أول من يلحق بي من أهلي، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة ثالثة فاختارك وولديك، فأنت سيدة نساء أهل الجنة، وإبناك الحسن والحسين سيدا شباب