عظيم المصائب النازلة بها:
وهناك بعض الروايات في مصادر الفريقين تؤكد على عظم المصائب التي ستحل بالزهراء عليها السلام بعد وفاة أبيها، فقد روى ابن عساكر عن عائشة إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أخبرتها أنه مما كان قد أخبرها رسول الله صلى الله عليه وآله في مرض وفاته: (يا بنية، إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك) (1).
وروى علي بن محمد الخزاز القمي بإسناده إلى أبي ذر أن فاطمة الزهراء عليها السلام لما رأت أبيها في مرض وفاته: (انكبت عليه وبكت وبكى رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها وضمها إليه، ثم قال: يا فاطمة لا تبكين فداك أبوك، فأنت أول من تلحقين بي مظلومة مغصوبة، وسوف يظهر بعدي حسيكة النفاق، وسمل جلبات الدين) (2).
وروى الخزاز أيضا عن عمار بن ياسر قال: (لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة دعا بعلي عليه السلام، فساره طويلا، ثم قال: يا علي أنت وصيي ووارثي قد أعطاك الله علمي وفهمي، فإذا مت ظهرت لك ضغائن في صدور قوم وغصب على حقد (3). فبكت فاطمة عليها السلام وبكى الحسن والحسين، فقال لفاطمة: يا سيدة النسوان مم بكاؤك؟ قالت: يا أبة أخشى الضيعة بعدك) (4).
وروى الشيخ الطوسي بإسناده إلى عبد الله بن عباس قال: (لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته، فقيل له: يا رسول الله، ما يبكيك؟
فقال: أبكي لذريتي، وما تصنع بكم شرار أمتي من بعدي، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي: يا أبتاه يا أبتاه، فلا يعينها أحد من أمتي) (5).
وروى القاضي النعمان عن الامام الصادق عليه السلام عن أبيه، عن آبائه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله أسر إلى فاطمة عليها السلام أنها أول من يلحق به من أهل بيته، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله ونالها من القوم ما نالها لزمت الفراش، ونحل جسمها حتى كان كالخيال...) (6) وقال الشيخ ابن أبي زينب النعماني وهو من أعلام الامامية في القرن الرابع:
(وقد فعل بفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وعليها ما دعاها إلى الوصية بأن تدفن ليلا ولا يصلي عليها أحد من أمة أبيها إلا من سمته، فلو لم يكن في الاسلام