أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها، ثم بكت أم أيمن وقالت: يا رسول الله فاطمة زوجتها ولم تنثر عليها شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أم أيمن لم تكذبين، فإن الله تبارك وتعالى لما زوجت فاطمة عليا أمر أشجار الجنة أن تنثر عليهم من حليها وحللها وياقوتها ودرها وزمردها واستبرقها فأخذوا منها ما لا يعلمون، ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة صلوات الله عليها فجعلها في منزل علي عليه السلام) (1).
ومن مغالطات (فضل الله)...
وكذلك من مغالطاته قوله أن البحث في المفاضلة بين الزهراء ومريم عليهما السلام مما ينطبق عليه قول النبي صلى الله عليه وآله: (ذاك علم لا ينفع من علمه ولا يضر من جهله) مع أنه وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السلام تقول أن الزهراء عليها السلام أفضل نساء العالم؟! كما وردت أحاديث عديدة تدل على أن نبي الاسلام أفضل الأنبياء ومقاما وأن أمير المؤمنين عليه السلام أفضل الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنه أفضل الأئمة عليهم السلام، ولو أردنا أن نلج هذا البحث لاحتجنا إلى تأليف كتاب كامل فيه.
فهل كان النبي وأهل البيت عليهم آلاف التحية والسلام يرتكبون - والعياذ بالله - ما ينهون الناس عنه؟!
ولو لم يعتقد المرء بأفضلية الرسول الكريم صلى الله عليه وآله على سائر الأنبياء والخلق مع إيمانه بأنه نبي الاسلام وخاتم النبيين ومع التزامه في الاعمال بما أمر به النبي صلى الله عليه وآله، فهل يكون إيمان هذا متساويا مع إيمان من آمن بأفضلية النبي صلى الله عليه وآله مع التزامه أيضا بأوامر النبي ونواهيه؟ ولو لم يكن للتفضيل بين الافراد سواء كانوا أناسا عاديين أم أنبياء ورسلا وأئمة قيمة فلماذا جاءت الآيات والروايات التي تطرح التفاضل بينهم وتؤكد عليه في قوله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات * وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر) (2).
مناقشة (فضل الله) في تفسير آية تفاضل الأنبياء ولكن فضل الله ذهب في تفسير هذه الآية أن المراد من التفضيل ليس هو تفضيل القيمة بحيث يستوجب التقدم وعلوم المنزلة والقرب من الله سبحانه وتعالى، وقد استشهد على ذلك ببعض الآيات القرآنية التي تحدثت عن تفضيل بني إسرائيل على العالمين مع ما ورد في كثير من الآيات من ذمهم ولعنهم مما يعني أن تفضيلهم كان تفضيل نعمة لا قيمة (3).