قال الشيخ المفيد في الارشاد ضمن تعرضه لأولاد أمير المؤمنين عليه السلام ما يلي: (وفي الشيعة من ذكر أن فاطمة صلوات الله عليها أسقطت بعد النبي صلى الله عليه وآله ذكرا كان سماه رسول الله وهو حمل محسنا، فعلى قول هذه الطائفة أولاد أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ثمانية وعشرون ولدا، والله أعلم وأحكم) (1).
وقد أضاف (فضل الله) خطا آخر إلى سجل أخطائه السابقة بهذا الايعاز، لان الشيخ المفيد (رضوان الله تعالى عليه) تطرق في كتابه الارشاد إلى أصل وجود السقط الشهيد محسن عليه السلام بينما كان جواب (فضل الله) هو في كيفية إسقاط محسن، هل كان بفعل القوم أم بشكل طبيعي طارئ، وهذا يعني الاقرار بأصل وجوده مما يعني أنه لا يصح جعل رأي الشيخ المفيد منطلقا لتشكيكه. بالطبع هذا إن لم نذهب إلى إمكانية توجيه كلام الشيخ المفيد بوجه مقبول كما سيأتي لاحقا.
ومن هنا يعلم وجه المغالطة والتهافت بين قول (فضل الله) في جوابه الخامس: (أن الشيخ المفيد رضوان الله عليه وهو من علمائنا الكبار وهو أول من تحفظ على أصل مسأله إسقاط جنين الزهراء سلام الله عليها) وبين قوله في جوابه السادس: (كما أن الشيخ المفيد (رحمه الله) في كتاب الارشاد يشكك في وجود المحسن)، ففرق كبير بين التشكيك في الاسقاط والتشكيك في أصل الوجود؟
الملاحظة الرابعة:
جاء ذكر السقط الشهيد محسن عليه السلام في كثير من كتب الحديث والتاريخ، بشكل يجعل المرء يقطع بوجوده بل والسبب في إسقاطه. أما ما جاء في مصادرنا الشيعية، فمن الأحاديث المسندة التي وردت في هذا المجال ما يلي:
1 - ما ذكره علي بن إبراهيم القمي (المتوفي بحدود سنه 307 ه) عن أبيه، عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إذا كان يوم القيامة يدعى محمد صلى الله عليه فيكسى حله ورديه ثم يقام على يمين العرش... ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والأفق الاعلى: نعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب عليه السلام، ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك وهو محسن...) (2).
2 - ما ذكره محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني (المتوفي سنه 329 ه) في كتابه العقيقة من الكافي باب الأسماء والكنى، الحديث الثاني: عن عده من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: أمير المؤمنين عليه السلام:
(سموا أولادكم قبل أن يولدوا فان لم تدروا أذكر أم أنثى فسموهم بالأسماء التي