في أوائل السور، وقد صرح القرآن وأبلغ مسامع الناس في الآية السابعة من سورة آل عمران: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم)، ففي هذه الآية تصريح بأن الآيات على قسمين: الأولى الآيات المحكمات التي لا تأويل لها ويفهمها الجميع، والثانية الآيات المتشابهات التي لها تأويل وهي من قبيل الرمز، ولا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم) (1).
3 - روى الكليني في الكافي بسنده عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسين، عن منصور بن العباس، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن مسكان، عن محمد بن عبد الخالق وأبي بصير، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: (يا أبا محمد إن عندنا والله سرا من سر الله، وعلما من علم الله، والله ما يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان، والله ما كلف الله ذلك أحدا غيرنا، ولا استعبد بذلك أحدا غيرنا، وإن عندنا سرا من سر الله، وعلما من علم الله، أمرنا الله بتبليغه فبلغنا عن الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه حتى خلق الله لذلك أقواما، خلقوا من طينة خلق منها محمد وآله وذريته عليهم السلام ومن نور خلق الله منه محمدا وذريته، وصنعهم بفضل صنع رحمته التي صنع منها محمدا وذريته، بلغنا عن الله ما أمرنا بتبليغه، فقبلوه واحتملوا ذلك، وبلغهم ذكرنا فمالت قلوبهم إلى معرفتنا وحديثنا) (2). وفي السند ضعف بمنصور بن العباس، ويمكن القول بوثاقته لمن يذهب إلى توثيق من جاء في أسانيد كامل الزيارات.
وهذه الأحاديث وما شابهها تدل على أن أكمل الناس من حيث الايمان من يتمكن ويطيق معرفة علومهم وأسرارهم والاعتقاد بها، ولذا روي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (إن القلوب أوعية فخيرها أوعاها) (2).
الطائفة الثالثة: الأحاديث المادحة لبعض أصحاب الأئمة كيونس بن عبد الرحمن:
فقد قال الفضل بن شاذان: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السلام يقول: (أبو حمزة الثمالي في زمانه كسلمان في زمانه، وذلك أنه خدم منا أربعة: علي بن الحسين، ومحمد بن علي، وجعفر بن محمد، وبرهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السلام، ويونس في زمانه كسلمان في زمانه). وقال الفضل بن شاذان أيضا: (ما نشأ في الاسلام رجل من سائر الناس كان أفقه من سلمان الفارسي، ولا نشأ رجل بعده أفقه من يونس بن عبد الرحمن).