والذي يقوي هذا الاحتمال الحديث السابع وسنده تام حيث انه اعتبر أن مصحف فاطمة هو من جملة ما في الجفر الأبيض بالإضافة إلى بعض الكتب السماوية والاحكام الشرعية، وعليه لا يستبعد أن يكون وصية فاطمة وسلاح رسول الله صلى الله عليه وآله هما من جملة ما في الجفر.
الجفر وعاء الكتب الأئمة عليهم السلام ومصحف فاطمة عليها السلام قال العلامة المجلسي: (وقال الفيروزآبادي: الجفر من أولاد الشاء ما عظم واستكرش أو بلغ أربعة أشهر (1)). وفي لسان العرب لابن منظور: (قال ابن الاعرابي: الجفر الجمل الصغير والجدي بعد ما يفطم ابن ستة أشهر) (2). والمراد بالجفر كما يظهر من الروايات هو جلد الحيوان، وإن اختلف فيها في تحديد اسم الحيوان.
وقد عبرت بعض الروايات عن الجفر بأنه: (مملو علما) كما رواه الصفار في الصحيح عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، عن الامام الصادق عليه السلام (3)، وفي بعضها: (فيه علم النبيين والوصيين) كما رواه الصفار في الصحيح عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد الجمال، عن أحمد بن عمر، عن أبي بصير، عن الامام الصادق عليه السلام (4)، كما روى الصفار روايات أخرى عن مضمون الجفر جاء في بعضها أن: (فيه كتب وعلم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال وحرام) (5). وفي بعضها أن: (فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة) (6). وفي بعضها: (فيه سلاح رسول الله والكتب ومصحف فاطمة) (6)، وفي بعضها: (فيه علم الأولين والآخرين) (7)، وفي البعض الاخر: (ما من شئ يحتاج إليه إلا وهو فيه حتى أرش الخدش) (8)، وورد أيضا أن: (فيه ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة) (9).
ومجموع تلك الروايات تؤكد أن الجفر يحوي على عدة كتب بما فيه مصحف فاطمة، ولا يستبعد بعد هذا أن يكون وصية فاطمة في هذا الجفر وليس في مصحفها وخصوصا إذا لاحظنا أن الحديث الرابع الذي يقول إن وصية فاطمة عليها السلام في مصحفها يقرن هذا المصحف بسلاح رسول الله، وقد ذكرت بعض الروايات إن سلاح رسول الله موجود في الجفر (10).