3 - روى ابن أبي شيبة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (فاطمة سيدة نساء العالمين بعد مريم ابنة عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد) (1).
4 - وأخرج ابن جرير عن عمار بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: (فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين) (2).
5 - أخرج البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام) (3).
تعليق على الروايات المفضلة لغير الزهراء عليها السلام:
والملاحظ في مجموع هذه النصوص مع قلة عددها الاضطراب في ترتيب طبقة النساء من حيث الفضل، فالحديثان الأول والثاني يجعلان الزهراء عليها السلام بعد مريم عليها السلام في الفضل، ومن دون ذكر لرتبة بقية النساء، مع أن ابن كثير احتمل في الحديث الثاني عدم دلالته على تفضيل مريم عليها السلام على الزهراء عليها السلام (4)، ولكن الحديث الثالث يجعل فاطمة عليها السلام في الرتبة الأخيرة من بين النساء الأربع، والحديث الرابع يقدم خديجة عليها السلام في أمة النبي على فاطمة عليها السلام، والحديث الخامس يفيد تقدم عائشة على جميع النساء الأربع. وسيزداد حجم الاضطراب والتناقض إذا ضممنا إليها الأحاديث الأخرى الواردة في المقام وقد أعرضنا عنها روما للاختصار. ومن مظاهر الاضطراب في الأحاديث أيضا الاختلاف الحاصل في الترتيب في الفضل بحسب اختلاف استخدام أدوات العطف والاستثناء.
أما بخصوص الأحاديث الأول والثاني والثالث والخامس، فمن المؤكد أنها من وضع الأمويين وأتباعهم، فإنهم عمدوا إلى سلب أي فضيلة ذكرت لأهل البيت عليهم السلام بمنع نشرها أو وضع حديث آخر يقابلها لمن يحبونه من الصحابة حتى يتردد السامع الجاهل بالحقيقة فيمن كانت تلك الفضيلة، فوضعوا حديث (خوخة أبي بكر) مقابل حديث (سد الأبواب إلا باب علي عليه السلام)، ووضعوا حديث (لو كنت متخذا خليلا) مقابل حديث (المؤاخاة)، وأضافوا استثناء (ابني الخالة يحيى وعيسى) إلى حديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)، كل ذلك إطفاء لنور الله الذي يأبى إلا أن يتمه ولو كره الكافرون.
أما الحديث الرابع فإن علامة الكذب والوضع بادية عليه، لأنه على طرف نقيض مما رواه الهيثمي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله قال: (إن ملكا من السماء لم يكن زائري