جيد، وأنا ممنون أن يأتي شخص ويقنعني، ولكن كل شيء قرأته ما استطاع أن يجيب علامة الاستفهام التي عندي).
وقال في العدد 57 من نشرة (ثقافة وفكر) عن محاضرة بتاريخ 11 جمادى الأولى 1418 ه الموافق 13 / 9 / 1997 م: (وكانت تعيش آلامها وتعاني من الكثير من الظلامات التي وقعت عليها، ولعل ما يرويه السنة والشيعة معا ومنهم ابن قتيبة في الإمامة والسياسة أنهم جاؤوا بالحطب ليحرقوا بيت علي عليه السلام وفاطمة عليها السلام تهديدا للمعارضة التي اجتمعت عند علي عليه السلام كما يقول المؤرخون، فقد قيل لقائد الحملة: (يا هذا إن فيها فاطمة!... ولكنه قال: وإن...، ولذا فإننا نعتبر أن هذه الكلمة تعبر عن أبشع الظلم على الزهراء عليها السلام سواء صدق الرواة فيما يتحدثون به عن دخولهم البيت وفعلهم ما فعلوا، أم لو يصدقوا في ذلك).
وقال في العدد 51 من نشرة (بينات) بتاريخ 17 جمادى الأولى 1418 ه المصادف 19 / 9 / 1997 م عن خطبة له: (ثم كانت المشاكل التي أعقبت وفاة رسول الله، فأبعد علي عليه السلام عن حقه، واجتمع بعض المهاجرين وبعض بني هاشم في بيت علي عليه السلام ولم يرتح الحكم الجديد لذلك، فجاء بعض ممثليه إلى الباب وهو يهدد ويتوعد ويقول:
اخرجوا وإلا أحرقت عليكم البيت نارا، وقيل له: كيف نتحدث بذلك وفاطمة في البيت؟ قال: وإن...، وقيل إنه قد أحرق الباب، وقيل إن الزبير خرج مسلطا سيفه فكسروه، وقيل إن القوم دخلوا وقاموا ببعض الاعمال السيئة ضد الزهراء عليها السلام، واختلفت الروايات في ذلك بين من يتحدث عن بعض الاعمال القاسية الاجرامية وبين من يتحدث عن مقدمات ذلك، وسواء صدق الرواة في مسألة ما ينسب من كسر الضلع أو إسقاط الجنين أو لم يصدقوا...).
* * * ومع تأكيد (فضل الله) على أنه ليس لديه دليل على النفي وأنه لم يقل لم يحدث ذلك وأنه لا يملك عناصر الرفض قطعا وأنه يقوم بذلك لمجرد إثارة التساؤلات التحليلية إلا أن التشكيك في المسائل المتسالم عليها يعد في حكم الرفض لها، وذلك لان المسألة من المسائل المتفق عليها كما أقر بذلك (فضل الله) - كما في الجواب الثاني - حيث اعتبرها من القضايا المشهورة التي تصل إلى مستوى التسالم وضروريات المذهب، وفي مثل هذه القضايا لا يقبل الترديد والوقوف موقف الحياد، فإن مجرد التشكيك فيها لأي شبهة تعرض لصاحبها يعتبر في حكم الرفض، ولعل من هذا القبيل شمول اللعن في زيارات الامام الحسين عليه السلام للمحارب له والتخاذل عنه على حد سواء.
وهذا مما يؤكد لنا أن المسألة ليست مجرد تشكيك وإثارة تساؤلات وإنما هو موقف متصلب يتخفى وراء هذا الأسلوب ويتخذه تكتيكا فرضته متطلبات المرحلية الحالية، أما القادمة فقد تقتضي المجاهرة والتخلي عن هذا الأسلوب!