وهو ثقة أيضا عند السيد الخوئي لروايته في تفسير القمي، ويظهر من عبارة العلامة الحلي في حقه انه يذهب إلى حسنه (1).
الرواية الثانية: قال الشيخ الصدوق: حدثنا أبي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عمير، عن عمر بن أذينة، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي، وحدثنا محمد بن الحسن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد وإبراهيم بن هاشم جميعا، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبان بن أبي عياش، عن سليم بن قيس الهلالي قال: سمعت عبد الله بن جعفر الطيار يقول: كنا عند معاوية أنا والحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد، فجرى بيني وبين معاوية كلام... إلخ) (2). وفي كلا الطريقين إلى سليم بن قيس أبان بن أبي عياش، وقد ذهب السيد الخوئي إلى تضعيفه.
وهكذا نلاحظ إن السيد الخوئي ي توثيقه لعبد الله بن جعفر لم يعتمد على السند الصحيح من الروايات، ولا يوجد في كلمات الرجاليين القدماء تنصيص على توثيقه، بل استند إلى القرائن الدالة على وثاقته وجلالة مرتبته.
ويؤيد ذلك ما قاله السيد الخوئي (قدس سره) في الصحابي جابر بن عبد الله الأنصاري بعد أن أورد بعض الروايات المادحة له: (وهذه الروايات وإن كانت كلها ضعيفة إلا أن جلالة مقام جابر واضحة معلومة ولا حاجة معها إليها) (3).
وكذلك ما قاله في شأن عبد العظيم الحسني المدفون بالري بعد أن أورد بعض الأحاديث الضعيفة المادحة له: (والذي يهون الخطب أن جلالة مقام عبد العظيم وإيمانه غنية عن التشبث في إثباتها بأمثال هذه الروايات الضعاف) (4).
وفي نفس هذا المورد يقول المير محمد باقر الحسيني الداماد: (من الذايع الشايع أن طريق الرواية من جهة أبي القاسم عبد العظيم بن عبد الله الحسني المدفون بمشهد الشجرة بالري (رضي الله تعالى عنه وأرضاه) من الحسن لأنه ممدوح غير منصوص على توثيقه، وعندي أن الناقد البصير والمتبصر الخبير يستهجنان ذلك ويستقبحانه جدا، ولو لم يكن له إلا حديث عرض الدين وما فيه من حقيقة المعرفة، وقول سيدنا الهادي أبي الحسن الثالث عليه السلام له: يا أبا القاسم أنت ولينا حقا، مع ما له من النسب الظاهر والشرف الباهر لكفاه، إذ ليس سلالة النبوة والطهارة كأحد من الناس إذا ما آمن واتقى وكان عند آبائه الطاهرين مرضيا مشكورا، فكيف وهو صاحب الحكاية المعروفة التي قد