جواب الاعتراض السادس لابن رزبهان أما عدم تطرق مؤرخي أهل السنة لحديث الاحراق وما شاكله من التعدي على الزهراء عليها السلام في كتبهم - وهو الاعتراض السادس لابن رزبهان - فقد أجاب عنه العلامة المظفر بقوله: (وأما ما ذكره في الوجه السادس فلو فرض وقوع الاحراق لم يستغرب ترك مؤرخي السنة لذكره، إذ من المعلوم محافظتهم على شأن الشيخين بل وشؤون أنفسهم، فإن رواية ما يشعر بالطعن بهما فضلا عن مثل هذا العمل الوحشي مما يوجب وهن الرجل وكتابه بأنظار قومه بل يوجب التغرير بنفسه وعرضه، كما فعل هو نفسه بالطبري كما رأيت وهو ذو الفضيلة عندهم لمجرد سماعه إنه روى قصد الاحراق.
وكما فعل الشهرستاني بالنظام وهو من أكابر معتزلة السنة إذ نسبه إلى الميل إلى الرفض لتلك الرواية التي سمعتها، ولو قال القائل: إنهم أحرقوا الباب لم يبعد عن الصواب، لان كثير الاطلاع منهم الذي يريد رواية جميع الوقائع لم يسعه أن يهمل هذه الواقعة بالكلية فيروي بعض مقدماتها لئلا يخل بها من جميع الوجوه وليحصل منه تهوين القضية كما فعلوا في قصة بيعة الغدير وغيرها.
وبالجملة يكفي في ثبوت قصد الاحتراق رواية جملة من علمائهم له، بل رواية الواحد منهم له، لا سيما مع تواتره عند الشيعة، ولا يحتاج إلى رواية البخاري ومسلم وأمثالهما ممن أجهده العداء لآل محمد صلى الله عليه وآله والولاء لأعدائهم، ورام التزلف إلى ملوكهم وأمرائهم، وحسن السمعة عند عوامهم) (1). أقول: وقد ذكرنا في فصل كسر الضلع ضمن القرائن الخارجية، وكذلك في فصل إحراق بيت الزهراء ما يدل على ذلك فراجع.
جواب الشبهة الرابعة وهي التي يعبر عنها الاعتراض الثاني لابن رزبهان، وقد أجاب عنها المظفر بقوله:
(يرد عليه مع ما عرفت من ابتنائه على وقوع الاحراق إن الزبير قد أراد قتالهم لكن لم يبلغ مراده وأمير المؤمنين عليه السلام مأمور بالصبر والسلم.
أخرج أحمد (2) عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم:
سيكون بعدي اختلاف أو أمر، فإن استطعت أن تكون السلم فافعل.
وأما بقية الهاشميين فأمرهم تبع لأمير المؤمنين، وكذا مثل المقداد وسلمان وأبي ذر وعمار، ولا أدري من يعني بأشراف بني عبد مناف وصناديد قريش الذين زعمهم مع علي عليه السلام) (3).
من كان متواجدا في بيت الامام عليه السلام؟