بعلي بن معبد فهو مهمل. وللأسف فإن كتاب مولد فاطمة للشيخ الصدوق يعتبر من جملة مئات بل آلاف الأربلي المتوفى سنة 693 ه أن هذا الكتاب كان موجودا لديه (1).
سند حديث الكفؤ:
والأحاديث السابقة وإن كانت ضعيفة السند ولكن مر علينا وسيأتي أيضا في مبحث كسر الضلع أن المقياس في الاخذ بالأحاديث ليس هو ملاحظة الصحة السندية فقط، فهناك القرائن العديدة التي تشهد لصحة الخبر بما فيها روح الحديث ولفظه الذي يشهد بصدوره من المعصوم، ولهذا تحدث السيد الخوئي عنه بأسلوب القطع، بصدوره من المعصوم، ولهذا تحدث السيد الخوئي عنه بأسلوب القطع، علما بأن فضل الله قد أقر في عدة مناسبات بمضمون الأحاديث السابقة (2)، ولكن يبدو أنه لم يدرك معناها فاعتبر تفضيل الزهراء عليها السلام على السيدة مريم عليها السلام من الكلام السخيف!
تجدر الإشارة إلى أن هذا الحديث قد رواه أهل السنة أيضا كما نقله الأربلي عن كتاب (الفردوس) عن النبي صلى الله عليه وآله (3) وكذلك الخوارزمي في (مقتل الحسين) (4).
دلالة حديث الكفؤ: أما من ناحية دلالة الحديث فقد قال المولى محمد صالح المازندراني المتوفي سنة 1081 ه: (المقصود أن فاطمة عليها السلام أفضل من آدم فمن دونه مع قطع النظر عن حرمة النكاح أو حله، فلا يرد أنها عليها السلام كانت حراما على آدم عليه السلام، وإذا كانت عليها السلام أفضل من الرجال فهي أفضل من النساء أيضا، وقد رويت في ذلك أخبار من العامة والخاصة، أما من طريق الخاصة فظاهر، وأما من طريق العامة فكما رواه مسلم عنه صلى الله عليه وآله قال: (إنما ابنتي - يعني فاطمة - بضعة مني، يؤذيني ما آذاها)، وعنه أيضا: (يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين)، وفي رواية أخرى: (أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة)، وأمثال ذلك كثير. قال القرطبي: (حسبها ما بشرها به من الكرامة وأخبرها بأنها سيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء أهل الجنة، وبه يحتج من فضل فاطمة رضي الله عنها على عائشة، ثم قال عياض:
واختلف في أن عائشة أفضل من فاطمة أو بالعكس، فقيل بالأول لان عائشة مع النبي في درجته وفاطمة مع علي في درجته، ودرجة النبي أرفع من درجة علي، وقيل بالعكس للروايات المذكورة ونحوها، وتوقف الأشعري في المسألة وتردد فيها). إنتهى.
أقول: قد أخطأ في اعتبار النسبة بينهما إذ لا نسبة بين النور والظلمة...) (5).