وأما قضية قنفذ وأن الرجل لم يصادر أمواله كما صنع مع سائر ولاته وأمرائه وقول الامام علي عليه السلام: إنه شكر له ضربته، فلا أمنع من أنه ضربها بسوطه من وراء الرداء، وإنما الذي أستبعده أو أمنعه هو لطمه الوجه، وقنفذ ليس ممن يخشى العار لو ضربها من وراء الثياب أو على عضدها، وبالجملة فان وجه فاطمة الزهراء هو وجه الله المصون الذي لا يهان ولا يهون ويغشى نوره العيون، فسلام الله عليك يا أم الأئمة الأطهار ما أظلم الليل وأضاء النهار، وجعلنا الله من شيعتك الأبرار، وحشرنا معك ومع أبيك وبنيك في دار القرار) (1).
شبهات ابن حجر وابن رزبهان!
وهكذا يتبين إن الشبهة الثالثة التي لم يذكر (فضل الله) مصدرها هي من قبل الشيخ كاشف الغطاء (رضوان الله عليه)، أما بخصوص الشبهة الرابعة والخامسة فمن المؤسف القول بأنها شبهه ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق المحرقة) وشبهه ابن رزبهان في رده على كتاب (نهج الحق وكشف الصدق) للعلامة الحي، (ولست بأول من غره السراب).
فقد نسب ابن حجر كذبا إلى بعض أئمة أهل البيت النبي أنه قال: (وقد تأملت كلماتهم فرأيت قوما أعمى الهوى بصائرهم فلم يبالوا بما تربت على مقالاتهم من المفاسد، ألا ترى إلى قولهم: إن عمر قاد عليا بحمائل سيفه وحصر فاطمة فهابت فأسقطت ولدا اسمه المحسن، فقصدوا بهذه الفرية القبيحة والغباوة التي أورثتهم العار والبوار والفضيحة إيغار الصدور على عمر، ولم يبالوا بما يترتب على ذلك من نسبه على رضى الله عنه إلى الذل والعجز والخور بل ونسبه جميع بني هاشم وهل أهل النخوة والنجدة والأنفة إلى ذلك العار اللاحق بهم الذي لا أقبح منه عليهم، بل ونسبه جميع الصحابة إلى ذلك، وكيف يسع من له أدنى ذوق أن ينسبهم إلى ذلك مع ما استفاض وتواتر عنهم من غيرتهم لنبيهم وشده غضبهم عند انتهاك حرماته حتى قاتلون وقتلوا الاباء والأبناء في طلب مرضاته... إلخ) (2).
ومن المؤكد أن ابن حجر أراد أن يطرح هذه الشبهة فوجد أن أفضل أسلوب لذلك هو نسبتها إلى بعض أئمة أهل البيت النبي، ولكنه لم يجرؤ على ذكر اسمه، لان كذبه سيفتضح.
كلامه العلامة الحلي:
أما شبهه ابن رزبهان فقبل التعرض لها يحسن نقل نص كلام العلامة الحلي في كتابه ضمن مطاعن ومثالب الخليفة الأول، والذي رد عليه ابن رزبهان لاحقا، قال العلامة الحلي (رضوان الله عليه):