هل في التفضيل إيجاد للخلاف؟
وكواحدة من شطحاته المألوفة وآرائه الغريبة اعتبر (فضل الله) القول بتفضيل فاطمة عليها السلام على السيدة مريم عليها السلام مبعثا للخلاف بينهما عند الله عز وجل وكأن حربا ضروسا ستشتعل بينهما فيما لو قيل بتفضيل الزهراء عليها السلام؟ ولا أدري هل القول بتفضيل النبي صلى الله عليه وآله على بقية الأنبياء عليهم السلام أو على أمير المؤمنين عليه السلام خلق للنزاع بينهم في نظر فضل الله؟! ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يصور فيها فضل الله التفضيل باعثا للنزاع والاختلاف، فقد جاء في السؤال 1160 في العدد 21 من مجلة الموسم ما يلي:
يقال أن أرض كربلاء أفضل من أرض مكة، والسجدة على التربة الحسينية أفضل من السجدة على أرض الحرم، هل هذا صحيح؟
الجواب: (هذا لم يثبت بشكل قطعي، ربما روايات مرسلة ولكن على كل حال لا أرض مكة تتقاتل مع أرض كربلاء ولا العكس حتى تأخذ هذه امتياز من تلك. على كل حال نحن نذهب إلى كربلاء ونقصد المسجد الحرام ونسجد هناك ونسجد هنا، فما الداعي لكل هذا الكلام وهذه المفاضلة، هذا علم لا يضر من جهله ولا ينفع من علمه، يعني نحن عندما نريد أن نتنازع في شئ وننطلق منه يجب أن تكون فيما تتصل بالعقيدة أو بالعمل، هذا أمر لم نكلف به).
فانظر - أولا - إلى قوله: (ربما روايات مرسلة) تجده على نحو الاحتمال الذي لا يقدم ولا يؤخر، ثم انظر - ثانيا - إلى نفيه لتقاتل الأرضين في استدلاله لعدم وجود جدوى من المفاضلة بينهما، ثم انظر - ثالثا - إلى اعتباره البحث في أفضلية السجود على التربة الحسينية ليست له أي ثمرة عملية مع أن الفقهاء اتفقوا قاطبة على أفضلية السجود على التربة الحسينية (1).
يقول السيد الخوئي (قدس سره):
(والتربة الحسينية ليست إلا جزءا من أرض الله الواسعة التي جعل لنبيه مسجدا وطهورا، ولكنها تربة ما أشرفها وأعظمها قدرا، حيث تضمنت ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسيد شباب أهل الجنة، من فدى نفسه ونفيسه ونفوس عشيرته وأصحابه في سبيل الدين وإحياء كلمة سيد المرسلين. وقد وردت من الطريقين في فضل هذه التربة عدة روايات عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وهب أنه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وآله ولا عن أوصيائه ما يدل على فضل هذه التربة، أفليس من الحق أن يلازم المسلم هذه التربة ويسجد عليها في مواقع السجود؟ فإن في السجود عليها - بعد كونها مما يصح السجود عليه في نفسه - رمزا وإشارة إلى أن ملازمها على منهاج صاحبها الذي قتل في سبيل الدين وإصلاح المسلمين) (2).