ولا كلام في وثاقة رجال السند فهم من أجلة الرواة، وإنما وقع الكلام في سدير الصيرفي، وقد ناقش السيد الخوئي ما روي في حقه من روايات مادحة وقادحة ثم استنتج توثيقه استنادا لشهادة القمي وابن قولويه بتوثيق من جاء في أسانيد كتابيهما، ومع عدوله عن توثيق ابن قولويه يحكم بوثاقته لشهادة القمي في تفسيره (1). هذا رغم أن كثيرا من علمائنا قالوا بوثاقة سدير الصيرفي (2).
ويؤيد ما سبق أيضا ما رواه الشيخ الصدوق بإسناده إلى ابن عباس، قال: دخلت عائشة على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقبل فاطمة، فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ قال:
أما والله لو علمت حبي لها لازددت لها حبا، إنه لما عرج بي إلى السماء الرابعة...، فلما أن هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، ففاطمة حوراء إنسية، فإذا اشتقت إلى الجنة شممت فاطمة) (3).
وروى الصدوق بمعناه بسند صحيح، فقد روى عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن عبد السلام بن صالح الهروي، عن الامام الرضا عليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله:
(... لما عرج بي إلى السماء أخذ بيدي جبرائيل عليه السلام فأدخلني الجنة فناولني من رطبها فأكلته فتحول ذلك نطفة في صلبي، فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة عليها السلام، ففاطمة حوراء إنسية، فكلما اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رائحة ابنتي فاطمة عليها السلام) (4).
الخلاصة في روايات طهارة الزهراء والخلاصة إن الحديث السابع وكذلك الحديث الثالث والرابع الذين رواهما الطبري عن أسماء بنت عميس وأمير المؤمنين عليه السلام فيهما ربط واضح بين عدم رؤية الزهراء عليها السلام للدم وبين كونها حوراء إنسية، ولو لم يكن من الأدلة على طهارة الزهراء سوى الحديث السابع لكفى به دليلا لاثبات طهارة الزهراء مما تعتاده النساء.
روايات أهل السنة في طهارة الزهراء عليها السلام:
ومما يثير العجب أن ما أنكره فضل الله رواه بعض محدثي السنة أيضا! ومن ذلك ما نقله ابن شهر آشوب عن أبي صالح المؤذن في الأربعين في معنى البتول، وما نقله محب الدين الطبري عن النسائي في كون فاطمة عليه السلام حوراء (5).