عندما يتحدث الجاهل بأسلوب العالم وإذا كان البعض يغض الطرف عن الجهل في مثل هذه المسائل، باعتبار أن مجهولات الانسان أكثر من معلوماته فإن ما يدعو إلى الدهشة أن يتكلم الجاهل بالشيء بأسلوب العالم به، ف (فضل الله) كان يلقي الكلام على عواهنه، ويجيب في المسائل التي يجهلها بالاحتمالات، ولم يجب بأنني لا أعلم أو سأجيبكم بعد التحقيق في المسألة أو اسألوا المتخصصين في هذه القضية وغير ذلك من الاجوبة التي أمرت بها الايات والروايات التي دأب علماؤنا الكبار على الاجابة بها.
فقد نقل العلامة المجلسي في كتاب العلم من البحار أخبارا مستفيضة تؤكد على أن لا يجيب العالم إلا بما يعلم، فإن سئل عما لا يعلم توقف وأجاب بعدم العلم، ونذكر هنا جانبا من تلك الروايات:
1 - روى الصدوق في أماليه عن زرارة بن أعين قال: (سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام:
ما حق الله على العباد، قال: أن يقولوا ما يعلمون، ويقفوا عندما لا يعلمون).
2 - وروى الصدوق أيضا في أماليه عن إسحاق بن عبد الله، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: (إن الله تبارك وتعالى عير عبادة بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا يردوا ما لم يعلموا، قال الله عز وجل: (ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا يقولوا على الله إلا الحق)، وقال: (بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله).
3 - روى البرقي في المحاسن عن ابن الحجاج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (إياك وخصلتين مهلكتين: أن تفتي الناس برأيك، أو تقول ما لا تعلم).