تقييم كتاب سليم بن قيس وكان من اللازم تناول هذه المسألة باعتبار تصور البعض أن التشكيك في صحة نسبة الكتاب إلى سليم بن قيس سيستتبع التشكيك في الاعتداء على الزهراء عليها السلام واستشهادها، ولكن قبل دفع هذا الوهم ينبغي البحث ولو بشكل مختصر في منزلة سليم بن قيس وكتابه.
نبذة مختصرة عن سليم:
أما سليم بن قيس فكنيته أبو صادق، وعده الشيخ الطوسي والبرقي في أصحاب أمير المؤمنين والحسن والحسين والسجاد والباقر عليهم السلام، وذكره النجاشي ضمن زمرة سلفنا الصالح في الطبقة الأولى، أما البرقي فاعتبره من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، وأورد الكشي بعض الروايات الواردة عن الامامين السجاد والباقر عليهما السلام في مدحه وصدقه...
يقول السيد الخوئي (قدس سره): (إن سليم بن قيس - في نفسه - ثقة جليل القدر عظيم الشأن، ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنه من الأولياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام المؤيدة بما ذكره النعماني في شأن كتابه، وقد أورده العلامة في القسم الأول وحكم بعدالته) (1).
الاختلاف في صحة كتاب سليم:
أما كتابه فمما لا شك فيه أنه كتاب جمع فيه الأحاديث عن أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه كسلمان المحمدي (الفارسي) والمقداد بن الأسود، غير أنه وقع الخلاف في أن ما وصل إلينا هو الذي جمعه أم أنه كتاب آخر نالته يد التحريف، وقد ذهب إلى كل رأي طائفة.