ويظهر لكل من يدقق في العبارات السابقة إن (فضل الله) ما زال يشكك في واقعة كسر الضلع وإن حاول أن يختار بعض العبارات التي يعتبرها البعض من غير المتفحصين تراجعا عن كلامه السابق...
فإننا نراه في جوابه الأول يؤكد على ما طرحه سابقا ولم يأت بشيء جديد، وجوابه الثالث لا يختلف عن الأول، فهو يعبر عن الاحداث التي جرت على الزهراء عليها السلام بعبارة (فيما يتحدث به المؤرخون)، أما في جوابه الثاني فهو وإن تحدث عن شهرة عمل العلماء بروايات كسر الضلع وما شابهها إلا أنه قال: (إن عمل العلماء قد يجبر الضعف...).
ومن المعلوم إن المراد من (قد) هنا هو التقليل والاحتمال وليس التحقيق وخصوصا أننا نراه في الشريط المسجل وفي جوابه الخامس يضع النقاط على الحروف، فقد قال في الشريط المسجل: (ولذلك المحكي بأننا اعتذرنا، في الواقع لم يكن هذا اعتذار!
ولكنه كان مواجهة للحملة الظالمة التي كادت أن تتحول إلى فتنة في قم، وطلب مني الكثيرون من الفضلاء أن أتحدث بطريقة (!) تمنع الآخرين من إثارة الفتنة الغوغائية التي حدثت من أكثر من جانب، والتي استفادت منها المخابرات الإقليمية والدولية، لذلك تحدث بطريقة ليس فيها اعتذار، ولكنه فيها تخفيف من طبيعة الموضوع، وأنا ليست القضية من المهمات التي تهمني).
أما في الجواب الخامس فهو يقول: (إن جمهور الشيعة يتعاملون مع الموضوع بشكل عام يوجب الثقة حتى بالحديث الضعيف وإن المسألة يقينية لا تحتمل الخلاف أبدا مع العلم إن الاخذ بالحديث الضعيف إذا عمل به المشهور محل كلام عندهم)، أما في آخر حديث له بهذا الخصوص أي نشرة (فكر وثقافة) فقد أكد على أنه ما زال يرسم علامات الاستفهام وهو تعبير آخر عن التشكيك.
أما قوله: (ولقد جاء أحد الخطباء وقرأ حول كسر الضلع وقلت له: طيب الله أنفاسك، فلا مشكلة عندي في ذلك! فهو من غرائب الكلام، إذ كيف يستقيم الجمع بين إصراره على التشكيك في وقوع كسر الضلع المستتبع لعدم تبنيه لطرحه وبين التشجيع على نقله في المنابر؟! وليس هذا إلا شكلا من أشكال التحايل والخداع التي يمارسها، ولقد (أساء رعيا فسقى).
ملاحظات ينبغي التنبيه عليها الملاحظة الأولى: إن (فضل الله) ما زال يصر على ما قاله في كلمته التي ألقاها قبل أكثر من أربعة أعوام في الشريط المسجل إن هناك تحفظا على الرواية الواردة في كسر الضلع لان سندها ضعيف ولان التحليل التاريخي يخالفها، ولم يحدد مقصوده من هذه الرواية الضعيفة وما هو وجه ضعفها، حيث توجد في مصادرنا عدة روايات في كسر الضلع، منها: