2 - كثرة الافتراءات:
فقد افتتح مؤلف الهوامش كتابه بالافتراء على العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي، فقد انتقى عبارات معينة من كلامه لايهام القارئ بأنه يتبنى رأيا مخالفا لاجماع الامامية حول إيمان آباء النبي صلى الله عليه وآله، (وأتتكم فالية الأفاعي).
فالمؤلف وهو لم يتجاوز الصفحة 15 من الكتاب افترى على السيد جعفر مرتضى وحاول أن يوحي لقراء بأن له رأيا مخالفا لما عليه إطباق علماء الطائفة في مسألة إيمان آباء النبي صلى الله عليه وآله، وعزز هذا الإيحاء بكلمة (بل) الترقي فقال:
(بل إن للسيد مرتضى رأي (والصحيح أن يقول: (رأيا) لا (رأي) لأنها اسم إن!) في مسائل عقائدية نقل إطباق علماء الشيعة الامامية عليها، ومن ذلك مناقشته في مسألة إيمان آباء النبي صلى الله عليه وآله، حيث ناقش أدلة العلماء الشيعة وشكك في د عوى الاجماع لمعلومية مستنده والمستند الاخبار من وجهة نظر العاملي، والإحاطة بها متعسر إن لم يكن متعذرا.
كما ناقش في دلالة الآيات القرآنية على هذه الدعوى...، ومهما يكن من أمر فقد سمح السيد مرتضى العاملي لنفسه المناقشة فيما أطبقت عليه الشيعة واتفق عليه علماؤهم، ومنهم الشيخ الطوسي...) (1).
ولكن الحقيقة الواضحة تزيف هذا الادعاء فإن السيد جعفر مرتضى لم يخرج عما اتفقت عليه الشيعة الامامية بل ناقش في الأدلة، فقبل بعضها ورد بعضها وأضاف إلى ما ذكره السابقون دليلا آخر، فقد قبل الدليل المستند إلى قول النبي صلى الله عليه وآله: (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم، ولم يدنسني بدنس الجاهلية)، حيث أنه لو كان في آبائه صلى الله عليه وآله كافر لم يصفهم كلهم بالطهارة مع قوله تعالى: (إنما المشركون نجس)، وناقش في الدليل المستند إلى قوله تعالى:
(الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين).
ثم أضاف دليلا آخر إلى الدليل الأول وهو قوله تعالى: (وجعلها كلمة باقية في عقبه) أي في عقب إبراهيم، فيدل على أنه لابد وأن تبقى كلمة الله في ذرية إبراهيم، ولا يزال ناس منهم على الفطرة يعبدون الله تعالى حتى تقوم الساعة (2).
ويدل على تبنيه الصريح لما أجمعت عليه الطائفة المحقة مناقشته لما رواه مسلم وغيره أن النبي صلى الله عليه وآله قال لرجل: (إن أبي وأباك في النار)، فقال: (هذا لا يصح، أولا: لما تقدم على إيمان جميع آبائه... ورابعا: كيف يكون أبواه صلى الله عليه وآله وأبو طالب وعبد المطلب وغيرهم في النار حسب إصرار هؤلاء، ثم يكون ورقة بن نوفل الذي أدرك البعثة ولم يسلم في الجنة عليه ثياب السندس، وكذلك فإن زيد بن عمرو بن نفيل ابن عم عمر