عاشتها الزهراء عليها السلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله والمحددة بخمسة وسبعين يوما، ولا مانع أن يكون جبرائيل عليها السلام قد أتى في إحدى المرات بالمصحف مكتوبا بعد الانتهاء من إخبارها مشافهة بمحتواه.
من المحرف والمزور؟
قال مؤلف (هوامش نقدية): (ادعى السيد مرتضى أن صاحب الاستدلال قال: (إن الأحاديث حول مصحف فاطمة متعارضة، ولكن الصحيح أنه قال: هناك اختلاف في الروايات المتعلقة بمصحف فاطمة، ثم قال في بعض فقرات الاستدلال: فلا بد من الترجيح، فسوغ مرتضى لنفسه أن يزور كلامه ويحرفه، والاختلاف غير التعارض اصطلاحا، وقد كان صاحب الاستدلال دقيقا، أما قوله: فلابد من الترجيح، فليس معنى ذلك أن هناك تعارضا بمعنى التناقض والتكاذب بل يعني أنه لابد من دراسة الأحاديث بما يمكن أن تنتهي إلى نتيجة معقولة) (1).
ولكننا نجد أن (فضل الله) قد قال في موضع من الشريط المسجل ما يلي: (فيه عدة روايات متعارضة)، وقال في حواره المسجل: (فهذا استيحاء بعد تعارض الروايات)، فراجع الشريط المسجل وعندها يفتضح المزور والمحرف، (وهل يستقيم الظل والعود اعوج)؟ هذا فضلا عن أن وجود الاختلاف في باقي الأمور المتعلقة بمصحف فاطمة عليها السلام - لو قبلنا بمبنى إلغاء الرواية الصحيحة بسبب اختلاف الروايات - لا تستوجب تأثيرا في مورد بحثنا، فإنه هنا خصوصية لا يصح معها ذلك وقد أشرنا إليها سابقا، وهي أنه قد اتفقت روايات مصحف فاطمة ومنها ما ورد بسند صحيح أن أمير المؤمنين عليه السلام هو كاتب مصحف فاطمة ولا توجد رواية واحدة وإن كانت ضعيفة تقول أن كاتب المصحف هو فاطمة الزهراء عليها السلام، والاستيحاء إنما يصح إذا كان الاختلاف محققا بالفعل.
* * *