مقام الزهراء عليها السلام في كلمات الامام الخميني وختاما نورد بعض كلمات الفقيه الحكيم، العارف الكامل، الامام المجاهد روح الله الموسوي الخميني (قدس سره) في حق مولاتنا سيدة الكونين الزهراء المرضية صلوات الله وسلامه عليها، لما تحويه من معان دقيقة ومعارف سامية، ترشدنا إلى رفيع مكانتها وجليل منزلتها وعظيم مقامها...
قال (رضوان الله عليه):
(إن مختلف الابعاد التي يمكن تصورها للمرأة وللانسان تجسدت في شخصية فاطمة الزهراء عليها السلام. لم تكن الزهراء امرأة عادية، كانت امرأة روحانية... امرأة ملكوتية... كانت إنسانا بتمام معنى الكلمة... نسخة إنسانية متكاملة... امرأة حقيقية كاملة... حقيقة الانسان الكامل. لم تكن امرأة عادية بل هي كائن ملكوتي تجلى في الوجود بصورة إنسان... بل كائن إلهي جبروتي ظهر على هيئة امرأة. إذن يوم غ د هو يوم المرأة، فقد اجتمعت في هذه المرأة - التي يصادف غدا ذكرى ميلادها - جميع الخصال الكمالية المتصورة للانسان وللمرأة. إنها المرأة التي تتحلى بجميع خصال الأنبياء... المرأة التي لو كانت رجلا لكان نبيا...
ولو كانت رجلا لكانت بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله. غدا يوم المرأة، حيث ولدت جميع أبعاد منزلتها وشخصيتها. غدا ذكرى مولد الكائن الذي اجتمعت فيه المعنويات والمظاهر الملكوتية والإلهية والجبروتية والملكية والإنسية. غدا ميلاد الانسان بجميع ما للانسانية من معنى. غدا ميلاد امرأة بكل ما تحمله كلمة المرأة من معنى إيجابي.
إن المرأة تتسم بأبعاد مختلفة كما هو الرجل، وإن هذا المظهر الصوري الطبيعي يمثل أدنى مراتب الانسان، أدنى مراتب المرأة وأدنى مراتب الرجل. بيد أن الانسان يسمو في مدارج الكمال انطلاقا من هذه المرتبة المتدنية، فهو في حركة دؤوبة من مرتبة الطبيعة إلى مرتبة الغيب، إلى الفناء في الألوهية. وإن هذا المعنى متحقق في الصديقة الزهراء عليها السلام التي انطلقت في حركتها من مرتبة الطبيعة، وطوت مسيرتها التكاملية بالقدرة الإلهية بالمدد الغيبي وبتربية رسول الله، لتصل إلى مرتبة دونها الجميع) (1).
(امرأة هي مفخرة بيت النبوة وتسطع كالشمس على جبين الاسلام العزيز... امرأة تماثل فضائلها فضائل الرسول الأكرم والعترة الطاهرة غير المتناهية... امرأة لا يفي حقها من الثناء كل من يعرفها مهما كانت نظرته ومهما ذكر، لان الأحاديث التي وصلتنا عن بيت النبوة هي على قدر أفهام المخاطبين واستيعابهم. فمن غير الممكن صب البحر في جرة. ومهما تحدث عنها الآخرون فهو على قدر فهمهم ولا يضاهي منزلتها. إذن فمن الأولى أن نمر سريعا من هذا الوادي العجيب) (2).