والسؤال المطروح هو: إذا كان حديثه قد حصل في مجتمع نسائي صغير جدا فما هي الحاجة إلى مكبرات الصوت؟ وما هي الضرورة إلى تسجيل الحديث؟ ألا يدرك فضل الله أن كل حديث يسجل بصوته يشكل مستندا رسميا لآرائه وخصوصا أن الكثير من الناس يتابعون أخباره ويستمعون لاشرطته المسجلة سواء كانوا مؤيدين أم معارضين؟ (ولكل ساقطة لاقطة).
ثم ألا يعتبر تسجيل الحديث في هذا الزمان - عصر الاتصالات السريعة - بمثابة ما يعوض به المتحدث عن قلة الحضور؟
إن محاولة فضل الله تضييق دائرة المخاطبين والتأكيد على عدم جماهيرية الحديث إنما يهدف منها أن يجنب نفسه تبعات ما طرحه في تلك الجلسة وإلقاء المسؤولية على عاتق المعترضين على أفكاره والمستنكرين لأقواله، إلا إن ادعاء فضل الله لا يتفق بتاتا مع ما يجاهر به وفي أكثر من مناسبة من أنه يرفض الأسلوب الذي يحصر البحث في المسائل العقائدية وغيرها في نطاق العلماء كي لا تتزلزل عقيدة العامة، فهو يقول في إحدى أعداد نشرة (بينات) الصادرة بتاريخ 25 / 10 / 1996 جوابا عن استفسار في هذا الخصوص:
(يخاف البعض أن يؤدي طرح المسائل الفكرية والعقائدية إلى مس أفكار متوارثة قد تكون صحيحة وقد لا تكون، ويقول بأنه ليس من حق أي عالم أن يطرح القضايا التي تثير الجدل أمام الناس، وأن عليه أن يقتصر في ذلك على العلماء الذين يناقشهم ويناقشونه حذرا من ضياع الناس.
وربما يلاحظ علي بعض إخواننا أنني أطرح القضايا وأثير التساؤلات في الهواء الطلق، ويعتبرون أن بعض الأفكار المطروحة قد تصدم الذهنية العامة المتوارثة، ويرون أن ذلك خطأ لأنه يولد جدلا ومشاكل تضعف عقائد الناس...) أنا لا أؤمن بأن الناس عوام الناس يجب أن نبقيهم على جهلهم....، إني أرى من الخطأ إثارة القضايا في المجالس الخاصة وحسب، بل لابد من أن نثيرها في المجالس العامة بالطريقة التي تحقق للناس توازنا في فهمهم وأفكارهم...).
فأين تكمن الحقيقة بين هذا القول وبين أقواله السابقة في أن حديثه لم يكن لأجل إثارة الموضوع بين الجماهير؟
* * * 2 - هل كانت مبادرة أم ردة فعل؟
قال في جوابه الرابع: (بل كان حديثا قبل أكثر من سنة في مجتمع نسائي صغير جوابا عن سؤال).
وقال في جوابه الخامس: (وسئلت عن مسألة كسر ضلع الزهراء عليها السلام فقلت آنذاك: إن الرواية - حسب اطلاعي - الواردة في هذه القضية ضعيفة، وقد يسأل أحدنا: إذا كانت المسألة كذلك أثرت حولها الاستفهام في ذلك الوقت؟ وأجيب بأن ذلك كان جوابا