أنصار علي عليه السلام خارج البيت:
ويقول سليم بن قيس في كتابه بعد أن نقل قصة الهجوم والاعتداء على الزهراء عليه السلام داخل الدار واستغاثة عمر بالناس ما يلي: (فأقبل المقداد وسلمان وأبو ذر وعمار وبريدة الأسلمي حتى دخلوا الدار أعوانا لعلي عليه السلام، حتى كادت تقع فتنة، فأخرج علي عليه السلام واتبعه الناس واتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة وهم يقولون: ما أسرع ما خنتم رسول الله صلى الله عليه وآله وأخرجتم الضغائن التي في صدوركم) (1).
فهذا النص يدلل بوضوح على أن أنصار الامام علي عليه السلام كانوا خارج الدار عندما اقتحمها عمر، وأنه لم يكن في البيت سوى الامام علي والزهراء عليهما السلام. كما أنه في نفس قصة الهجوم برواية سليم وكذلك في بقية المصادر لا يوجد أي ذكر لوجود أفراد في البيت أثناء الاعتداء حتى تثار هذه الشبهة.
ولا أدري أين هي الرواية التي تقول أن كل بني هاشم (!) كانوا في البيت لحظة الاعتداء على الزهراء عليها السلام؟ ولم يكتف (فضل الله) بهذا الادعاء بل تمادى ليقول أن كل الروايات (!) تقول أن كل بني هاشم (!) كانوا في البيت أثناء الهجوم!
وبما مر يتبين أن الاعتداء على الزهراء عليها السلام لم يكن بمرأى من المتحصنين في بيت الزهراء عليها السلام حتى يقال بأنهم وقفوا مكتوفي الأيدي من دون ردة فعل على ذلك، لأنهم كانوا خارج البيت أثناء الاعتداء، وقراءة متأنية في روايات الهجوم ترشدنا إلى أن التهديد كان متكررا وأن المتحصنين في البيت إما كانوا قد خرجوا من البيت مع أول تهديد بإحراقه كما فعل الزبير عندما خرج منه مصلتا سيفه فكسروه، أو كانوا قد خرجوا من البيت قبل وصول طلائع المحاصرين للبيت باعتبار الفاصل الزمني ما بين أول تحصن لهم في البيت المقارن لاجتماع السقيفة وبين محاصرة البيت والهجوم عليه، وتفيد بعض الروايات كما سيأتي أنها تزيد عن ثلاثة أيام، ومن الطبيعي أن التحصن في بيت الامام علي عليه السلام وكثرة المراودة عليه لا تتنافى مع خروج المتحصن من بيت الامام علي عليه السلام في بعض الفترات.
أين عيون بني هاشم؟
كما أنه يمكن القول بالإضافة إلى ما ذكرناه في جواب اعتراض ابن رزبهان بوجود عيون بني هاشم إن من كان حاضرا منهم خارج البيت لم يكن قوي النفس والإرادة بحيث يمكنه أن يمنع محاصرة البيت والتهديد بحرقه، وقد روى الشيخ الكليني بسند معتبر عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن مسكان، عن سدير، قال: (كنا عند أبي ج عفر عليه السلام فذكرنا ما أحدث الناس بعد نبيهم صلى الله عليه وآله واستذلالهم أمير المؤمنين عليه السلام، فقال رجل من القوم: