وفيما ذكره أخطاء عديدة:
منها: أن هذا المورد ليس من التعارض بحال، لان التعارض إنما يكون بين الصحيح والصحيح، ومع ادعائه بأن روايتي أبي عبيدة وحماد ضعيفتان فكيف يجعلهما معارضتين لرواية الحسين بن أبي العلاء؟
ومنها: أنه أخذ يكيل الأمور بمكيالين، فقد ذهب إلى وثوق خبري الخثعمي وسليمان على أساس أن مبناه هو حجية الخبر الموثوق به نوعا ويكفي في الوثوق عدم وجود ما يدعو إلى الكذب، فاستفاد مما استظهره منهما أن مصحف فاطمة يحتوي على المسائل الشرعية ووصيتها، ولكنه عندما ضعف روايتي حماد وأبي عبيدة الدالتين على أن كاتب المصحف هو الامام علي عما حدثه به الملك لم يعمل مبناه فيهما واكتفى بالتبادر المفهوم من رواية الحسين بن أبي العلاء والخثعمي وسليمان في أن كاتب المصحف هو فاطمة، وعلى فرض تقديم التبادر - أو ما يعبر عنه بالاستيحاء - المأخوذ من الخبر الصحيح على الخبر الضعيف - والذي لا يوجد فيه ما يدعو إلى الكذب! - فإن هذا يصح في خصوص كاتب مصحف فاطمة، أما فيما يخص تحدث جبرائيل معها فتلك الروايات ساكتة عنه بينما روايتي أبي عبيدة وحماد تنصان على ذلك، ومع ذلك فلم يذهب إلى القول به.
* * *