المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين برزت منذ سنوات عديدة على ساحتنا الاسلامية وبالخصوص الشيعية منها ظاهرة خطيرة في شكلها ومضمونها، وهي ظاهرة الطعن والتشكيك في العقائد النقية للشيعة الامامية وتاريخها المشرق، وخطورة هذه الظاهرة لم تقتصر على كمية التشكيكات والطعون بل تعدتها إلى الكيفية ومستوى المسائل التي نالها هذا التشكيك.
وكانت بداية بروز هذه الظاهرة على شكل إثارة بعض الآراء الغريبة والشاذة في مسائل فكرية وأحيانا فقهية، ولم يعر لذلك في حينه أي اهتمام، باعتبار الحرية التي امتازت بها الامامية في مناقشة جميع الآراء، ففتحت المجال للحوار على مصراعيه، لان الدليل الذي سيقام في قبال تلك الإثارات سيكون كافيا في إقناع المحاورين إن كانوا جادين في بلوغ الحقيقة.
ولكن سرعان ما تغيرت الأوضاع عندما وصل المشككون إلى مسائل من ضرورات المذهب الامامي ويعتبر منكرها من المنحرفين وأصحاب البدع والضلال كالنقاش في وجود صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، أو أن الرسول صلى الله عليه وآله لم يبلغ ولاية أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير بشكل قاطع للشك والخصومة، أو أن بيعة الغدير لا تلزم المبايعين بالطاعة، أو أن الزهراء عليها السلام لم تمض شهيدة، أو أنه لم يثبت سيادتها على نساء العالمين من الأولين والآخرين، أو أن عصمة الأنبياء والأئمة عليهم السلام جبرية، أو أن الأئمة عليهم السلام وسائط للهداية فقط لا وسائط للشفاعة والتوسل، أو أن الإمامة ليست من الثوابت التي لا مجال للاختلاف فيها، إلى غير ذلك مما يطول المقام بذكره.