يرتكب الزنا إلى اختيار الأماكن المستورة فلا يعقل أن يفعل ذلك مثلا أمام مدخل بيته حيث لا يكون مانع لرؤيته سوى ستار قد يرفعه الطفل الصغير!
يحسن بنا الوقوف هنا لملاحظة الأسلوب الذي اتخذه (فضل الله) في إثارته التشكيك بغرض إنكار وجود الأبواب وبالتالي إنكار ما وقع على الزهراء سلام الله عليها من الجرائم المتصلة بوجود الباب كإحراقه مثلا، فهو يقول: (السنة يقولون، مش السنة، الدكتور سهيل زكار هذا ناقش رسالة حسن جابر المنتصر من هذا المنطلق، أستاذه هو، أستاذ التاريخ في جامعه دمشق، هذا بيقول إنه في المدينة في ذلك الوقت ما فيه أبوابه، كان ستائر، وعنده أدله، أنا ناقشته، قلت له: ولكن فيه جذوع النخل، قال لي: جذوع كانوا يعملونها (أبوابا ولكن) أخيرا هذا (قد حصل)، يقول: أساسا ما فيه هناك (أبواب)، حتى في سنن أبي داود فيه شيء موجود، هساع ما جا نقول حقيقة، ولكن أريد أقول لو فرضنا جاءك نص لغوي أو تاريخي، يقول لك إن المسالة إنه في المدينة ما كان فيها إلا برادي)، فهو يثبت شيئا في البداية وينسبه إلى غيره موحيا بقوته حيث إن له أدلته! ولكنه لا يريد تحمل مسؤوليته في نفس الوقت فيما لو نوقش في كلامه ولذا لا يثبت أنها حقيقة، وبعد ذلك يسعى إلى أن يؤسس تشكيكه على ما اعتبره افتراضا فيدعمه بقوله: (وهذا أيضا فيه شواهد)!
فانظر - أخي المؤمن - إلى أسلوب المناورة والتحايل والتلاعب بالألفاظ لزرع الشك في قلب المستمع على أساس الظن والاحتمال الخاطئ، وحقا ما قيل إن هذا لهو الفن الذي يحسن (فضل الله) إتقانه، فلا أظن أن (فضل الله) يعتبر الدكتور سهيل زكار أعلى منه رتبه بحيث لا يستطيع أن يفند رأيه ويدلي برأيه فيما قاله (هذا إذا كان ما نسب إلى الدكتور صادرا عنه بالفعل، إذ يقال أنه نفاه وتنكر له!)، فما معنى أن يقول إن (عنده أدلته) رغم مناقشة إياه؟! فاما أن يقبل الأدلة أو يرفضها، أما أن يعلق الامر بين الاثبات والنفي - (كراكب اثنين) - على أساس أن هناك وجهه نطر فهذا يدعو للشك بأن في نفس المشكك أمرا يخفيه! فكيف إذا اجتمع هذا مع نفي الدكتور سهيل زكار لما نسبه إليه (فضل الله)؟! (ونجارها نارها).
جواب الشبهة الثانية ولا بد في البداية إلى التنبيه على أمر وهو ان (فضل الله) أخذ يستند في تشكيكه في كل ما جرى علي الزهراء سلام الله عليها من طلم على كلام الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء، بالرغم من أن الشيخ كاشف الغطاء انحصر تشكيكه في خصوص الضرب على الوجه المستلزم للمس بدن الأجنبي لجسمها الشريف الطاهر، فعبارته صريحه في قبول بعض ما جرى عليها من اعتداء، فهو يقول: (وكل تلك الفجائع والفظائع وإن كانت في غاية الفظاعة والشناعة ومن موجبات الوحشة والدهشة ولكن يمكن للعقل أن يستسيغها، وللأفكار أن تتقبلها وتهضمها، ولا سيما وإن القوم قد اقترفوا في قضية