أم عبد الله بن الحسن، والامام الصادق عليه السلام لأسباب معينة لم يشأ أن ينسب لنا الجامعة إلى مصدره الأصلي فنسبه إلى فاطمة بنت الحسين عليه السلام باعتبار وجوده في حيازتها فترة من الزمن إظهارا منه لعبد الله بن الحسن فضل والدته ومنزلتها الرفيعة إلى درجة استوجبت أن يستأمنها الامام المعصوم عليه السلام مواريث الامام الخاصة ويخفيها عندها (1).
فقد أورد الشيخ الكليني في حديثين من كتاب الحجة من كتابه الكافي ضمن باب الإشارة والنص على علي بن الحسين صلوات الله عليهما ما يشير إلى استيداع الامام الحسين عليه السلام إياها بعض الكتب المختصة بالامام المعصوم عليه السلام، أما الحديث الأول فقد رواه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين وأحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (إن الحسين بن علي عليه السلام لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة، وكان علي بن الحسين مبطونا معهم لا يرونه إلا أنه لما به، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين عليهما السلام ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا يا زياد، قال: قلت: ما في ذلك الكتاب جعلني الله فداك؟
قال عليه السلام: فيه والله ما يحتاج إليه ولد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدنيا، والله إن فيه الحدود حتى أن فيه أرض الخدش). أما الحديث الثاني فقد رواه الكليني عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: (لما حضر الحسين عليه السلام ما حضره دفع وصيته إلى ابنته فاطمة ظاهرة في كتاب مدرج، فلما أن كان من أمر الحسين عليه السلام ما كان دفعت ذلك إلى علي بن الحسين عليه السلام، قلت له: فما فيه يرحمك الله؟ فقال عليه السلام:
ما يحتاج إليه ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى) (2).
فهذان الحديثان يدلان على أن الكتاب الذي كان عند فاطمة بنت الحسين هو كتاب الجامعة المختص بمسائل الحلال والحرام، ومن المحتمل - كما أشرنا إلى ذلك سابقا - أن