وفيما ذكره الجوهري من روايات الكثير من الملاحظات والأخطاء مقارنة مع ما روي من طرقنا بل ما روي من طرق أهل السنة بل وما رواه الجوهري نفسه، وهذا أمر مألوف لأنهم يسعون إلى رواية ما فيه السلامة من الطعن فيعمدون إلى التحوير والتغيير في الواقعة بشكل يحفظ للمعتدين على الزهراء وبيتها موقعهم ويبرر فعلتهم. ولكن ذلك لا يخل على أي حال بروح الواقعة والمتمثلة في استخدام العنف والقسوة ضد المتواجدين في البيت عند اقتحامه.
15 - ما ذكره محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748 ه في كتابه (ميزان الاعتدال) في ترجمة علوان بن داود البجلي بنص مقارب لما ذكره اليعقوبي وتبعه على ذلك أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 ه في (لسان الميزان) (1).
16 - ما نقله ابن شهر آشوب المازندراني في (المناقب) عما رواه الشيخ الطوسي في (اختيار الرجال) عن أبي عبد الله عليه السلام وعن سلمان الفارسي: (انه لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام من منزله، خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر وقالت: خلوا ابن عمي، فوالذي بعث محمدا بالحق لان لم تخلوا عنه لا نشرن شعري، ولأضعن قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي، ولأصرخن إلى الله، فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي. قال سلمان: فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها وقلت: يا سيدتي ومولاتي، إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا) (2) آراء مفروضة!
ثم إن مؤلف (هوامش نقدية) اعترض على السيد جعفر مرتضى العاملي نقله لبعض الروايات الدالة على هجوم القوم على بيت أمير المؤمنين عليه السلام من مصادر العامة وفيها بعض الأمور الباطلة التي لا يمكن الالتزام بها (3).
واعتراضه هذا ليس إلا تحميلا لم يحسن أداءه، فإن السيد جعفر مرتضى لم يدع قبوله لكل مضامين الروايات التي أوردها حتى يحتج عليه بأن فيها ما هو باطل ولكنه أوردها لاثبات الشهرة والتواتر في كلمات المحدثين بحيث اعترف محدثو السنة أيضا بقصة الهجوم وأوردوها في كتبهم وإن حاولوا حذف ما لا يروق لهم وإضافة ما يحسن صورة المعتدين ويشوه الحقيقة.
ومن المعروف في مقام الاحتجاج أن المحتج على الخصم يورد من الروايات ما يقوي ما يذهب إليه في موضع النزاع، ويأخذ من المصادر المعتمدة لدى الخصم ما يؤكد رأيه