ولا ينقضي العجب مما ذكره هنا وكرره في عدة مناسبات أن الآخرين بدءا بعوام الناس وانتهاء بالمراجع لم يفهموا كلامه! وهذا هو سبب مخالفتهم له، وكأنه الشيخ الأعظم يصيغ متنا فقيها غامضا ويطلب شرحه من جاهل أمي!
ب - الغوغائية قال في جوابه الأول: (وإن التهويل بالطريقة الانفعالية لن يثبت حقا ولن يهدم باطلا، وإن إثارة العامة بالوسائل الغوغائية لا يمكن أن يخضع لتقوى الله).
وقال في جوابه الثاني: (لأنه ليس من الطبيعي إثارة هذه القضايا بالشكل الغوغائي الذي لا يقف عند حدود الله).
وقال في جوابه الرابع: (وإذا كانت الغوغاء هي الأساس في تقويم الأمور فإن ذلك يمنع من كثير من الأبحاث التي تؤكد الحقائق).
وهكذا نرى (فضل الله) يصور خصومه جماعة ينطلقون من الانفعالات ويخلقون الضجيج والبلبلة، لا يتورعون ولا يقفون عند حد، كما إنهم لا يملكون المنطق والدليل والحجة، ولذا فهم يثيرون العامة ويستخدمون الطرق والوسائل الغوغائية.
ونحن لا نملك إلا أن نقول: لقد عرض من يسميهم - بالغوغائيين - أدلتهم وحجتهم وتحركوا غيرة على مقدساتهم ودينهم، فهل يملك (فضل الله) ومن يؤيده من (المثقفين الواعين) ردا علميا متينا يدافعون به عن أنفسهم؟! وإذا كان (فضل الله) يرفض الغوغائية لأنها تقف مانعا أمام الوصول إلى الحقائق فهل إن الغوغائية منحصرة في جانب مخالفيه؟
وإذا كان هناك اختلاف في تحديد بعض مصاديق الغوغائية فلا أظن أن أحدا سيختلف معي حول أن مواجهة الطرح العلمي المستند للأدلة والموثق بالمصادر بالضرب المبرح بتحريض علني منه (1) - لبعض من أعماه التعصب فرجح الاعتداء على المدافعين عن ظلامة الزهراء عليها السلام في سبيل الانتقام لمن تعدى على مقامها - لهو تجاوز للغوغائية إلى الوحشية والهمجية.