الامام عليه السلام نسب ما جاء في مسألة الزكاة إلى هذا الكتاب، نعم لعلمنا جزما بأن مصحف فاطمة هو من مواريث الامام المعصوم عليه السلام لذا قد نتمكن من الادعاء بأن الامام الحسين استودع فاطمة بنت الحسين عليه السلام مصحف فاطمة أيضا وإن لم يشر إليه الحديثان السابقان باعتبار أن طريق الاستيداع كان محصورا بواسطة فاطمة بنت الحسين كما يظهر من الرواية.
مصحف فاطمة مما يتوارثه المعصوم:
ومما يدل على أن مصحف فاطمة مما يتوارثه المعصوم عليه السلام ومن علاماته روايات عديدة، منها:
1 - ما رواه الصفار بسند صحيح عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، قال: حدثني أبو بصير، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (ما مات أبو جعفر حتى قبض مصحف فاطمة) (1).
2 - ما أورده الشيخ الصدوق في كتابه الخصال، فقد روى عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني (رضي الله عنه) قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: (للامام علامات، يكون أعلم الناس... إلى أن قال في آخر الحديث:
ويكون عنده مصحف فاطمة) (2).
ولا يوجد أي اختلاف في سند الحديث باستثناء محمد بن إبراهيم الطالقاني فقد حسنه العلامة المامقاني في تنقيح المقال اعتمادا على ترضي الشيخ الصدوق وترحمه عليه وباعتباره من مشايخ الإجازة، وكذلك ذهب العلامة المجلسي إلى قوة السند (3)، أما السيد الخوئي والامام الخميني فيذهبان إلى ضعف السند باعتبار أن الترحم والترضي لا يدل على التوثيق (4).
3 - ما رواه الصفار عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن سيف، عن أبيه، عن فضيل بن عثمان، عن أبي عبيدة الحذاء قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: (يا أبا عبيدة، من كان عنده سيف رسول الله صلى الله عليه وآله ودرعه ورايته المغلبة ومصحف فاطمة قرت عينه) (5). وفي السند الحسين بن سيف بن عميرة، ولا توثيق له على رأي السيد الخوئي بعد تراجعه عن مبناه بقبول أسانيد كامل الزيارات، أما العلامة المامقاني فقد ذهب إلى حسنه.