وذهب بعض العلماء والفقهاء المعاصرين إلى أنه لا ينكر شهادة الزهراء إلا من كان في قلبه مرض وكان من أبناء الجاهلية (1). وهذا يكشف عن مدى خطورة الأفكار التي يطرحها فضل الله، وإن هذه الآراء الشاذة لتعكس في واقع الامر شذوذا في التفكير والنهج.
محاولات فاشلة ومن المحاولات الخائبة لبعض المحسوبين على فضل الله للإيحاء بأن هناك من العلماء من يتفق مع فضل الله في أفكاره المنحرفة ولا يرى في ذلك بأسا ما نشروه في جريدة (جمهوري إسلامي) الإيرانية في عددها 5319 الصادرة بتاريخ 19 / 10 / 1997 م عن لسان آية الله السيد كاظم الحائري، ولكن هذه المحاولة باءت بالفضل بعد تكذيب السيد الحائري لما نسب إليه في العدد الصادر في اليوم التالي من إدراج الخبر المختلق وفي نفس الجريدة. (2) وكذلك من المحاولات الفاشلة لانكار انحرافات فضل الله والتقليل من شأنها ما ذكره فضل الله وشرذمة من المحسوبين عليه أن المراجع الكبار عندما أفتوا بانحرافه فإنهم استندوا في ذلك إلى كلماته المقطعة ولم يطلعوا على كلماته كاملة، وقد يحلو لبعضهم أن يضيف إنهم أفتوا بالانحراف بعد تلقيهم لضغوط شديدة من بعض المغرضين!
وقد أحبط آية الله العظمى التبريزي هذه المحاولة في جوابه على رسالة بعضها جمع من الطلبة في إيرلندا. (3) ومما يدعو إلى السخرية تشبيه فضل الله ما جرى على الزهراء بالاختلاف في جنس الملائكة، وكذلك قوله في آخر ما وصلنا من خطاباته ان من توصل إلى عدم شهادة الزهراء عليها السلام فهو مأجور، نظير من توصل إلى شهادتها، فكل قد اجتهد وكل مثاب على اجتهاده!!
وإن كان من أصاب الواقع يحصل على أجر إضافي، ولعله لا يود حاليا أن يضيف إلى ما قال أن الاجر الإضافي هو من نصيبه لأنه الذي أصاب الواقع! فما اعتبره مراجعنا العظام من أعظم المحرمات وأدرجوه ضمن مقالات الضلال يزعم فضل الله أنه يحصل الثواب عليه؟!
وهكذا يكون استغلال الدين لضرب أسس الدين وقواعده!
موجبات الضلال ثم إن إثبات بعض الحقائق التاريخية أو نفيها له ارتباط وثيق بالمسائل العقائدية ولا يمكن التفكيك بينهما أحيانا، فمثلا لو نفى شخص قيام الخلفاء الثلاثة بغصب حق أمير المؤمنين عليه السلام في الخلافة ولكنه أقر بأن اللائق بها والمستحق لها تعيينا من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله هو الامام علي عليه السلام، وأنهم إنما فعلوا ذلك حرصا على عدم تفرق الأمة وتشتتها، وأن الامام علي عليه السلام رضي بهذا الوضع وأعذرهم في قصدهم، فكيف سيتعامل فضل الله مع هذه القضية وأمثالها؟ وهل سيدرجها ضمن المسائل التاريخية أم العقائدية؟