ومن هنا فإننا ندعو ذلك البعض الذي دافع عن (فضل الله) بتحري الدقة في اختيار الكلمات، فالقول إن (السيد محمد حسين فضل الله يدحض الشائعة) أو (رد سماحة فضل الله حول بعض الافتراءات) لا ينسجم أبدا مع الواقع والحقيقة المسلمة بأن ما نسب إليه إنما هو عين كلامه المسجل بصوته أو المدون بخطه أو المطبوع في الكتب المؤلفة باسمه أو المنشور في المجلات والصحف المشهورة من غير إنكار منه وليس شائعة أو افتراء، وكان الجدير بهؤلاء أن يقولوا: (فضل الله) يوضح ما قاله ويبين حقيقة موقفه).
كما ندعو (فضل الله) نفسه إلى ذلك، فالاكثار من عبارات: (ربما، وقد) لا يمكن أن يعتبر تغييرا في الموقف، كما أنه يكشف أحيانا عن وسيلة لتغطية الجهل، وعلى سبيل المثال، ما معنى هذه العبارة الواردة في الجواب الثالث: وربما تنقل بعض الأحاديث ان ولدها الحسن وهو طفل صغير كان ينقل إليها ما يسمعه من جده رسول الله فتكتبه)، لان الرواية إما أن تكون واردة بهذا المضمون فلا داعي لكلمة (ربما) أو أن لا تكون واردة فوضعها يعتبر نوعا من التدليس لان هذا الأسلوب سيفتح بابا واسعا كبيرا من الافتراءات والروايات التي لا وجود لها في أي مصدر بحجة (ربما) و (لعلما).
أما ما ذكره (فضل الله) حول الولاية التكوينية ففيه تصوير خاطئ لحجة الذاهبين إلى إثباتها حيث جعل الاثبات ملازما للقول بوجود من يشارك الله في تدبير الكون - وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه مؤلف (مسائل عقائدية) كما أسلفنا -، كما أن من الغريب اعتباره إياها من المسائل الفلسفية التي لا يعرفها أحد!! ولكن ليس هذا مقام الحديث حولها فسنوكل البحث فيها إليك تاب لاحق بحول الله وقوته.
التحريف وفقا للظروف!
ثم إن هنا نقطة هامة جدا قذف (فضل الله) خصومه بها، وهي التحريف، وكان الأولى به أن يبرأ نفسه وأتباعه منها أولا. فقد لاحظنا أنه تم تحريف كلام (فضل الله) في عدة إصدارات تابعة له أو محسوبة عليها إما ماديا أو فكريا وفقا للظروف المستجدة، فكل ظرف يناسبه حديث خاص! ومن موارد التحريف والحذف ما يلي:
1 - التناقض الموجود في نقل خطبته في مسجد الشهيد الصدر في مدينة قم المقدسة بتاريخ 21 شعبان 1414 ه حول مظلومية الزهراء بين مجلة (قضايا إسلامية) وبين (نشرة بينات). فقد نقلت نشرة (بينات) الصادرة بتاريخ 16 / 5 / 1997 نص خطبته بالشكل التالي: (وعندما انطلقوا كي يأخذوا عليا عليه السلام وقفت عليها السلام وعانت الكثير، وحفل التاريخ بأحاديث وروايات تنوعت من أنها ضربت وأسقط جنينها وأنها وأنه...
وروايات اختلفت عن ذلك، لكنها لا تنفي الإساءة إلى حرمتها وحرمة بيت النبوة بالهجوم عليه والتهديد بإحراقه حتى لو كانت فاطمة عليها السلام في داخله، ولكن الزهراء عليها السلام بقيت شامخة قوية أصيلة رسالية).